(ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ)[سورة الفاتحة 2]🌷تفسير السعدي مع بعض التعديل﴿الحَمدُ لله﴾ هو: الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه.﴿رَبِّ العالَمِينَ﴾ الربُّ: هو المربي جميع العالمين، والذي أنعم عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة فمنه تعالى.وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.فالعامة: هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر. ولعل هذا المعنى هو السرُّ في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الربِّ، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. فدل قوله: ﴿رَبِّ العالَمِينَ﴾ على انفراده بالخلق والتدبير والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار.
لا توجد تعليقات حتى الآن!
كن أول من يعلق على هذا المنشور