close

*ماذا قدمت للإسلام؟**١٧|١٠|١٤٤٥هـ الموافق ٢٦|٤|٢٠٢٤م**جامع الرحمة بالشحر* *الخطيب / محمد بن سعيد باصالح**الخطبة الأولى*الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدْعُونَ من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويُبَصرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيَوه، وكم من ضالٍّ تائهٍ قد هدَوه، فما أحسنَ أثرَهم على الناس، وأقبحَ أثرَ الناس عليهم، ينفُون عن كتاب الله تحريفَ الغالِين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، ومعلم المتعلمين، وإمام المرسلين، وخاتم النبيين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم فصلى الله عليه وعلى آله الطيبين وأهل بيته الطاهرين وأصحابه أجمعين. أما بعد، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "، " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ". أيها المسلمون، العلماء ورثة الأنبياء، ونجوم السماء، وبدور الهدى، ومصابيح الدجى، بنورهم انكشفت الشبهات، وبدورهم تراجعت الضلالات، وطلع الفجر على الظلمات، قمعوا الفتنة، وحملوا الناس على الجمل الثابتة بالكتاب والسنة، وأبصروا ما وراء الأكمة من المبطلين، وحذروا الأمة من الانخداع بالمضلين، ونصحوا لله ورسوله وشيدوا المبنى، وحفظوا كتاب الله نصًا ومعنى، وكانت حياتهم نورًا، ووفاتهم نورًا، وكلماتهم نورًا، وسكتاتهم نورًا، ومواقفهم نورًا، وثباتهم نورًا. لا يعرف فضلهم إلا من عرفهم، ومن خالطهم أنصفهم، جنَّدوا أنفسهم لله، فعاشوا لله، وماتوا في سبيل الله، غلا فيهم قوم فضلوا، وطعن فيهم آخرون فزلوا، وهم فما بين ذلك على صراط مستقيم. والموت يداهم الناس أجمعين، فيموت العالم الكبير، والعابد الشهير، والصائم القائم، وصاحب المعالم، فهل سألت نفسك يوما: ماذا قدمت لهذا الدين؟ وما هي الإضافة التي أضفتها لمجد المسلمين، وما هي الحسنة التي ترجوها عند رب العالمين؟ أم أنك شغلك القيل والقال، والطعن في الرجال، وضاع عمرك ما بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي، وذهب شبابك هدرًا ما بين الدكة الحقيقية والدكة الالكترونية؟ وهل تصنع الدِّكَكُ الرجال!أم تحسب أن إضاعة الوقت في الواتساب فضيلة؟ وإدمان الفيس بوك خصلة نبيلة؟ انهض، استيقظ، انتبه، اعمل شيئًا لدينك، الحق الركب، بادر بالأعمال قبل الفتن، وحدث نفسك بالجهاد قبل الحوادث، وجاهد في الله حق جهاده، " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ". آه على قومٍ شغلوا أنفسهم بالطعن واللعن، وخاضوا في أعراض قومٍ ما عليهم من حسابهم من شيء، ولم يحترموا مصيبة الموت، ولم يكتفوا بالبهتان في الدنيا، بل انتقلوا إلى أحكام الآخرة، فحكموا لمن يحبون بالجنة ولمن يكرهون بالنار! وتجاسروا على أحكام الله الغيبية، ونسوا أن الحكم لله العلي الكبير. عباد الله، يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عُدولُه، ينفُون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. فيا شباب الإسلام، أين أنتم من العلم والعمل؟ لقد متعكم الله بالصحة والعافية، وأمدكم بالقوة والفراغ، فماذا قدمتم لهذا الدين؟ لقد آن الأوان لهذه الأمة أن تنفض عنها غبار الغفلة، وتتخلص من آثار الهوان والذلة، ولن يكون ذلك بالأماني العاطلة، والهمم الفاشلة، والتكالب على الحياة الدنيا، بل سيكون بالجهد والجهاد، والتزود بخير زاد إلى دار المعاد، والإنصات إلى حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، والحصول على مفتاح دار السعادة ومنشور العلم والإرادة. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.. *الخطبة الثانية*الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد، فأوصي

close
سالم سعيد

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح