close

{إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربَنا آتِنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا}..قد فروا هاربين من عدوهم الذي يريد قتلهم، ثم دعوا بهذا الدعاء..لو كنتُ مكانهم، لتوقعتُ أن تكون نجاتي أن ينام عدوي لكي يعمَى بصرُه عني؛ لا أنا الذي ينام..!كما حدث للمشركين ليلة هجرة النبي ﷺ، حين جاؤوا إلى بيته يريدون قتله فخرج من بين أيديهم ملقيا عليهم ذرات تراب وتاليا قول ربه: {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون}، فناموا وهم وُقوف إلى أن مر ﷺ بسلام وهاجر.. وفي ذلك قال الشاعر:وإذ أتى الفجارُ نحو البابلِقتله فقامَ بالترابوذَرَّهُ على رؤوس القومفسقطَت أذقانُهم بالنوم...فلو كنتُ مكان فتيةُ الكهف، لظننتُ أن نجاتي في ذلك كذلك.. ولكنها طلاقة قدرة الله سبحانه.. يجعل النجاة تارة في نوم الظالم، ويجعلها تارة أخرى في نوم المظلوم..فيرينا سبحانه تنوع صور النجاة في تدبيره، لنوقن أن العبرة ليست بصورة محددة فقط للنجاة، إنما العبرة بالمُنَجّي وحده الواحد القهار.. ولنعلم أن كل صور تدبيره للأمور مدهشة ومعجزة ومذهلة ومثيرة للتعجب والانبهار على أي حال كانت..لذا نجد في الآية التي قبلها مباشرة: {أم حسِبتَ أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا}..!؟تأملت ذلك وتذكرتُ إلحاحَنا على الله في الدعاء بأن تتوقف الحرب.. ندعو بها مرارا وتكرارا وكأنها الصورة الوحيدة للنجاة التي لا نرى بديلا عنها..بينما قد تتوقف الحرب وتظل معاناتهم كما كانت من قبل بل أشد..!فوجدتُ أن الأوفرَ خيرًا ونفعا لهم هو أن ألحّ على الله لهم بدعاء فتية الكهف:ربنا آتهم من لدنك رحمة وهيئ لهم من أمرهم رشدا..فذكر_بالقرآنكهفكم_يرحمكم_ربكمأسماءمحمدلبيب أمةالله-عفا الله عنها

close
كلمة طيبة

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح