close

"من البدهيات التي يعرفها الطلبة والعمال جيدا: أن الإجازة إذا طالت مدّتها صار استئناف العمل بعدها أشق وأصعب!ومما يقاس على هذا: أن الذي يترك قيام الليل مثلا مدة طويلة، بحجة التعب والإرهاق، سيعتاد على حلاوة النوم، وسيصعب عليه الالتزام بالقيام مرة أخرى. ومن يترك القراءة أياما أو شهورا، يصبح حمل الكتاب وتقليب أوراقه ثقيلا على نفسه، كأنه عقوبة مسلطة عليه! ومن يهجر الحفظ والمراجعة برهة من الزمن، يتكلّس ذهنه فيصبح حفظ السطر الواحد عنده أشق من حمل الجبال! ومن يترك الدعوة إلى الله تعالى وإنكار المنكرات المنتشرة حوله، يتبلّد إحساسه ويستمرئ مخالفات الناس ومعاصيهم، ويستسهل ترك الإنكار عليهم، ولو بالقلب! وأخطر من هذا كله: من يؤجل الأعمال كلها إلى أن يكبر وتقلّ مسؤولياته، فتألف نفسه حياة الدعة والراحة، وينقضي عمره في الفراغ القاتل! ومن هنا كان التوجيه النبوي الكريم: ''أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ''. فالمداومة على العمل، سبيل الحفظ من هذه الآفات المشاهدة عند العاملين. والله الموفق.

close
يحيى احمد مختار

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح