🌷🌹فصول الحياة.🌹يزهر الربيع فتغني الطيور، وتتناثر الفراشات، وتتمايل المروج الخضراء وينساب بين خصرها الزهر الندي.. ثم يشتد لهيب الشمس ليعلن الصيف احتقانه فتلتهب الحياة.. وما يلبث حتى تعلن الحياة مجيء الخريف ينثر غباره هنا وهناك، تذبل أزهار الحياة ويصفرّ الكون.. ثم يستهل الشتاء إلى الحياة فيغسلها بأمطاره، ويروى ظمأها, ويبرد حرها بزمهريره, حتى تعود الحياة إلى شكلها الأنيق..تماما كما تبدو الحياة بفصولها الجوية؛ هي ذاتها بأحوالها البشرية, تتقلب في صمت تقلبا يُطال منه الجميع .. نمر جميعنا في دهاليز الحياة، نتيه حينا ونسرع الخطى أحيانا .. تستوقفنا عثراتٌ مؤلمة .. تعترينا أحزانٌ متراكمة .. نظن لوجعها أنها باقيةٌ لا تزول، وما تلبث أن تغيب كأنها لم تكن، وتطرب قلوبنا لأفراح نتمنى لو أنها لا تنتهي، نتخبط في تيه الحياة تارة .. وننكسر تارة أخرى .. ونسقط ثم نعود لنقف، نمرض ونشفى، تتداول حياتنا ما بين هذا وذاك .. وما بين هذه وتلك, تارة نجد شتاء المال حتى نظن أننا أغنياء وإذا بخريف الفقر يحل علينا ضيفا لا نريد أن نرحب به .. يستهل علينا ربيع الفرحة والسرور ليعلن مجيء صيف الحزن والأسى, وهكذا الحال مع الحياة جميلة بربيعها عند البعض وعند آخرين خريفا.هناك من تشبه حياته الصيف وحرارة مواقفه الشديدة ولا يستطيع أن يتأقلم معها ويشتكي من حرارتها, ولكن عليه يتكيف معها مثلما يتكيف مع الصيف ويرطب على نفسه وحياته باستخدام أشياء تعينه على شدة حياته, فالصبر مفتاح لكل شدة, والفرج قرين الصبر في كل حال, وإذا أحب الله عبدا ابتلاه.وهناك من تشبه حياته الخريف في تساقط أوراق حياته وذبولها وبرودة جوها، عليه الثبات في الحياة ما دامت معه أسلحة التوكل على الله والإيمان والصبر, وكل ما أخذه الله منه حتما سيعوضه أجمل منه بكثير.وهناك من تشبه حياته الشتاء وليالي الحياة الباردة الممتعة من برد ومطر وسعادة وحب فليشكر الله على نعمة العطاء والإمداد, وكل نعمة تستوجب الشكر وإلا أُخذت من العبد في لمح البصر.وهناك من تشبه حياته الربيع في تفتح الأمل, وصوت العصافير, وتفتح الأزهار ورائحة عطر السعادة التي تهمس في قلبه بصوت خفي غير مسموع، فرحا لتجدد الحياة لديه بعد إن كان اليأس يسيطر على قلبه, فليحمد على عودة الأمل بعد حال فقده.حال الحياة البشرية على هذا السياق فهناك من تتساقط منه الأوراق، وهناك من يزهر من جديد، وهناك من يثلج المطر على قلبه، وهناك من يعاني من الحرارة الشديدة.. وما هي إلا دقائق أو أيام إلا والعكس حدث بين الناس.. فمن كان سقطت منه بعض أوراق نعم الحياة أزهرت حياته وعادت خضراء أنيقة.. ومن كانت حياته حارة بالمواقف المؤلمة, والظروف المحرجة أمطرت عليه مطر السعادة والنعم الباردة, وهكذا يحصل العكس بين أجناس البشر جميعهم.لكل شيء إذا ما تم نقصان... فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول... من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا... يدوم على حال لها شان.فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال إلى حال التمام, سنة كونية ربانيّة, الليل يعقبه نهار, والشمس يتبعها القمر, والمطر بعده صحو, والعاصفة بعدها هدوء, والغنى بعده فقر, والفقر بعده غنى, والصحة يعتريها مرض, والمرض بعده صحة, والسعادة يعتريها حزن, والحزن بعده سعادة, والعسر حوله يسران, واليسران بعدهما عسر, وأن الفرج مع الكرب وأنه لا يدوم الحال، وأن الأيام دول, وهكذا سنن الله تتداول ولا مبدل لسنته.الفلك يدور، والليالي حبالى، والأيام دول، ومن المحال دوام الحال، والرحمن كل يوم هو في شأن, والملك بيده، يعز من يشاء ويذل من يشاء، ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فربما افتقر الغني وربما اغتنى الفقير, وما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل, فالأمر بيد الله، والرزق بيد الله، والقوة من الله، والغنى من الله، فيومٌ علينا، ويوم لنا, ويوم نُساء, ويوم نُسر{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}() {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَا