الحمد لله وحده.ليلة 27 من رمضان.وهي أرجى ليالي العشر عند الجماهير من الأمَّة، من السّلف والأئمَّة، والعلماء والعامَّة، أن تكون ليلةَ القدر!(1) قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحرص على ليلة سبع وعشرين ضمن ما أمر به من الليالي، فقد:1- روى البخاري ومسلم في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كلِّ وتر).2- وروى البخاري ومسلم في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر)، وروى مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر - يعني ليلة القدر - فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي).■ وليلة سبع وعشرين، فيها كل ذلك، فهي وتر من العشر الأواخر، إذا كان العدُّ من بداية العشر، وهي من السبع الليالي البواقي.(2) وقد خصَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذِّكر، فيما:روى الإمام مسلمٌ في صحيحه عن زر بن حبيش، أنه سمع أبيّ بن كعب يقول عن ليلة القدر: (والله الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضان، ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين).قال زرّ: يحلف ما يستثني.وأبيٌّ رضي الله عنه، هو الصحابي الذي أمر اللهُ نبيَّه أن يقرأ عليه القرآن، فكان يحلف بالله أنها ليلة سبع وعشرين، ولا يستثني، يعني: لا يقول إن شاء الله!(3) ممن كان يرجو أو يرجِّح أن ليلة سبع وعشرين هي ليلة القدر:1، 2- عمر بن الخطاب أمير المؤمين، وحذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما، مع :قال زر بن حبيش: (كان عمر وحذيفة، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون أنها ليلة سبع وعشرين ، تبقى ثلاث)، ثمَّ قال زرٌّ للسائل: فواصِلْها، وسيأتي شرحه، إن شاء الله.3- أبي بن كعب، رضي الله عنه، كان يقول: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين)، وكان يحلف عليها ولا يقول: (إن شاء الله)، كما سبق.4- أبو هريرة، حافظ الإسلام، رضي الله عنه.5- معاوية بن أبي سفيان، صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقد قال: (ليلة القدر: ليلة سبع وعشرين)، رواه أبو داود.6- جابر بن سمرة، صاحب رسول الله.7- عبد الله بن عباس، الفقيه المعلّم، صاحب رسول الله، محتملا أن تكون هي أو تكون ليلة (23) فإنه قال: (لسبع مضين، أو سبع بقين).8- زر بن حبيش .. الإمام التابعي.في خلق يكثرون ويطول ذكرهم من التابعين.9- وهو جادة مذهب الإمام أحمد بن حنبل10- وهي رواية عن أبي حنيفة.كما قال ابن حجر في فتح الباري: (هو الجادة من مذهب أحمد، ورواية عن أبي حنيفة) اهـ.■ لطيفة:روى عبد الرزاق في مصنفه: عن الثوري، عن عبد الله بن شريك قالرأيت زرَّ بن حبيش، وقام الحجَّاجُ على المنبر، يذكر ليلة القدر، فكأنه قال: إن قوما يذكرون ليلة القدر .. فجعل زرٌّ يريد أن يثب عليه، ويحبسه الناس، قال زر: (هي ليلة سبع وعشرين، فمن أدركها فليغتسل، وليفطر على لبنٍ، وليكن فطرُه بالسَّحر).قلتُ: معنى كلامه، أن يفطر الإنسان على لبن عند المغرب، ويواصل العبادة، حتى السَّحر، ثم يجعل طعامه عند السَّحر، فقد جاءه رحمه الله قوله صراحة: (فواصِلها)، وهذا هو مراده بالوصال، والله أعلم.وقد سبق مرارًا، أن الحريص هو الذي يقوم الليالي كلها، ولا يحرم نفسه من الأجر الجزيل، مهما كان القول، لأن الأقوال مختلفة، وأدلتها قوية، قريبة من التكافؤ.ونحن أفقر من أن نفرّط في ثوابٍ ليلة واحدة، هو ثوابٌ خيرٌ من ثواب ألف شهر من العبادة، والعمل محتمل، بل: قليل!وما بقي إلا القليل!سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح