السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة لمن أراد أن يحج ولا يقدر تكاليفه ... روى الذهبي في كتاب : { سير أعلام النبلاء }.أن حاتم الأصم _ وهو من كبار الزهاد الصالحين _ حنّ قلبه للحج في سنة من السنوات ولا يمتلك نفقة الحج .فلما أقبل الموعد رأته ابنته حزينا باكيا _وكان في البنت صلاح _ ..فقالت له : ما يبكيك ياأبتاه ؟قال : الحج أقبل ..قالت : ومالك لا تحج ؟فقال : النفقة ..قالت : يرزقك الله ..قال : ونفقتكم ؟قالت : يرزقنا الله ..قال : لكن الأمر إلى أمك .ذهبت البنت لتذكر أمها .. وفي النهاية قالت له الأم والأبناء :اذهب إلى الحج وسيرزقنا الله .فترك لهم نفقة ثلاثة أيام ، وذهب هو إلى الحج _وليس معه مايكفيه من المال _ ، فكان يمشي خلف القافلة .وفي أول الطريق : لسعت عقرب رئيس القافلة ، فسألوا من يقرأ عليه ويداويه ، فوجدوا حاتم .. فقرأ عليه : فعافاه الله من ساعته .فقال رئيس القافلة : نفقة الذهاب والإياب عليّ .فقال الأصم :اللهم هذا تدبيرك لي فأرني تدبيرك لأهل بيتي .مرت الأيام الثلاثة ، وانتهت النفقة عند الأبناء .. وبدأ الجوع يقرص عليهم ، فبدؤوا بلوم البنت، والبنت تضحك...!!!!فقالوا :مايضحكك والجوع يوشك أن يقضي علينا؟!قالت : أبونا هذا رزاق أم آكل رزق؟فقالوا : آكل رزق ، وإنما الرزاق هو الله .فقالت : ذهب آكل الرزق وبقي الرزاق.وهي تكلمهم وإذا بالباب يُقرع ...فقالوا : من بالباب؟فقال الطارق : إن أمير المؤمنين يستسقيكم .فملأت القربة بالماء وقدمتها له ، فلما شرب الخليفة وجد حلاوة بالماء لم يعهدها !!!فقال : من أين أتيتم بالماء؟قالوا : من بيت حاتم .فقال : نادوه لأجازيه .فقالوا : هو في الحج .طفخلع أمير المؤمنين منطقه (وهو حزام من القماش الفاخر المرصع بالجواهر ) وقال : هذه لهم .ثم قال : من كان له عليّ يد بمعنى : « من يحبني » فليفعل كما فعلت ..فخلع كل الوزراء والتجار منطقهم لهم ، فتكومت المناطق .. فاشتراها أحد التجار بمال ملأ البيت ذهباً يكفيهم حتى الموت ، وأعاد المناطق إليهم .فاشتروا الطعام وهم يضحكون ... فبكت االبنت ...!!!فقالت لها الأم : أمرك عجيب يا ابنتي .. كنا نبكي من الجوع وأنت تضحكين ، أما وقد فرج الله علينا فمالك تبكين؟! قالت البنت : هذا المخلوق الذي لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا _«الخليفة» _ نظر إلينا نظرة عطف أغنتنا إلى الموت ، فكيف بمالك الملك .سير أعلام النبلاء (11/487).الاهم ارزقنا يقين هذه البنت ، وارزقنا اللهم جميعا حجا مبرورا عاجلا غير آجل .
نسخ الرابط