روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ ((أن رجلًا شتم أبا بكر، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، فلما أكْثَرَ ردَّ عليه بعض قوله، فغضِب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحِقَهُ أبو بكر، فقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبتَ وقمت، قال: إنه كان معك مَلَكٌ يَرُدُّ عنك، فلما رددت عليه بعض قوله، وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان))؛ [رواه أحمد، وأبو داود، والبزار، والبغوي، والبيهقي

يقول الشيخ علي الطنطاوي {رحمه الله } :كنت ابحث عن المستقبل كما يبحث عنه كل الناس ..درست الابتدائي لأجل المستقبلثم درست المتوسط لأجل المستقبلثم درست الثانوي لأجل المستقبلثم درست البكالوريوس لأجل المستقبلثم توظفت لأجل المستقبلثم تزوجت لأجل المستقبلثم أنجبت لأجل المستقبلويستطرد قائلا : وها أنا الْيَوْمَ اكتب هذا المقال وعمري 77 عاماً وما زلت أنتظرالمستقبل !!المستقبل ماهو إلا خرقة حمراء وُضِعت على رأس ثور يلحق بها ولن يصلها ، لأن المستقبل اذا وصلت اليه يصبح حاضراً والحاضر أصبح ماضياً ، ثم تستقبل مستقبلاً جديداً . وهكذا..===إذاً : المستقبل الحقيقي هو أن تُرضي الله تعالى ، وأن تنجو من ناره ، وأن تدخل جنته .فلا تُتعِب نفسك في البحث عن المفقود فلن تجده .وابحث عن رضا الخالق فإنه أقرب إليك من حبل الوريد

مما قرأته كثيرا واشتهر ذكره عن سقوط الأندلس، أن نصارى أوروبا قبل غزوها، أرسلوا الجواسيس للوقوف على مدى تمسك المسلمين بدينهم، وما إذا كانوا يعيشون حياة الجد أم غارقين في اللهو والهزل، وعليه يُبنى قرار الغزو.فكان مما رصده الجواسيس اهتمام الشباب بالعلم والجهاد، ومن ذلك أن جاسوسهم رآى شابا يبكي لأنه أصاب الهدف بتسعة أسهم من عشرة، فعلموا أنهم لا قِبل لهم بأمة هذا حال شبابها.لكنهم بعد فترة من الزمان عادوا لنفس المهمة، فوجدوا الأمور قد تغيرت، والناس قد دبّ فيهم الترف واللهو وانحطاط الهمم، ومن ذلك ما رآه الجاسوس حين وجد شابا ينخرط في البكاء لا لشيء إلا لأن عشيقته قد فارقته، فقالوا: الآن الآن قد آن الأوان.فلا ريب أن اهتمامات الشعوب هي مقياس نهضة أي دولة أو أمة، وقد عدّ ابن خلدون انخراط الشعوب في حياة الترف والدعة من أسباب سقوط الممالك وزوالها.طالعنا منذ فترة نبأ وفاة فنان معروف، وعلى عادة الشعوب في التعامل مع وفاة نجوم الدراما العربية، كان هنالك اهتمام غير عادي، وكان الخبر محل اهتمام المشاهد العربي في كل مكان.هذا الاهتمام الكبير الذي تبديه الشعوب إزاء وفاة الفنانين يعكس اهتماماتها بلا شك، وأن هذه الطبقة استطاعت أن تحتل مساحة كبيرة جدا من اهتمامات المواطن العربي.وبنظرة موضوعية هادئة أتساءل ماذا قدم أهل الفن والدراما حتى يكتسبوا هذه الأهمية البالغة التي تطغى على الاهتمام بأهل العلم سواء كانوا علماء في الشريعة أو الطب أو الكيمياء أو علوم الفضاء أو أي فرع آخر؟ما هي إنجازاتهم التي استفادت منها البشرية، وما هي أعمالهم التي استحقوا بها تخليد أسمائهم لدى الشعوب؟بنظرة موضوعية هادئة أيضا، ومن خلال رصد بسيط للواقع، نستطيع القول أن نجوم الدراما العربية في المُجمل، لم يقدموا للجماهير شيئا سوى أنهم كانوا بمثابة "الحبوب المخدرة" التي وضعتها الأنظمة والأيادي الخارجية المُغرضة التي هيمنت على كلّ ألوان الفنّ ومنها السينما، في كؤوس الشعوب، لإلهائها عن قضايا الأمة العظام، والركون إلى الدعة والراحة وسفول الهمم.فأن يقضي المواطن ربع حياته أو ثلثها أو نصفها أمام الشاشات، فهذه طامة كبرى..نعم صدّقوا ما قرأته أعينكم، فلو جلس المشاهد أمام الأعمال الدرامية وحدها (فضلا عن البرامج والمواد الأخرى ومباريات الكرة) ست ساعات يوميا فهو يعني أنه يقضى ربع حياته في مشاهدة الأعمال الدرامية.• نجوم الدراما العربية لم يقدموا شيئا سوى التشكيل السلبي للأجيال، وتغيير البُنية الأخلاقية والقيمية لها.ولست أبالغ في ذلك، فالأجيال الناشئة والتي تسبقها قد كبُرت فعليّا في كنف الدراما، وظهرت الآثار الوخيمة للدراما العربية على العلاقات الاجتماعية وفي سلوكيات الشباب.العلاقة بين الطالب والمعلم، بين الزوجة وحماتها، بين الأبناء والآباء، قد انحرفت عن طبيعتها التقليدية الأولى بفعل الدراما.انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب كانت الأعمال الفنية أبرز العوامل التي أسهمت في حدوثها.العنف والتهور والجرأة في استخدام السلاح قد انتشر بفعل المشاهد الدموية التي تضمنتها الأعمال الدرامية.• ولستُ أسوق هذا من قِبل إبداء الرأي او التكهُّن إنما هو وفق دراسات وإحصاءات، ومن ذلك:تبين من دراسة وزارة الإعلام الكويتية حول أثر برامج العنف والجريمة على الناشئة، أن 39% من أفراد العينة يُقلدون ما يشاهدونه من أفلام العنف.كشفت دراسة ميدانية في الإمارات حول ظاهرة جُنوح الأحداث، مدى تأثير السينما والتلفزيون على تعلّم الحدث لسلوك سيء، تبين أن أهم الوسائل التي علّمت المنحرفين العنف هي السينما بنسبة 70%، والتلفزيون بنسبة 20%.والحديث عن الأرقام والدراسات يطول، اكتفيتُ منه بما سبق لضيق المقام.• قليلة هي الأعمال الفنية الهادفة التي تقول شيئا ما، وتعالج مشكلة ما ..بشكل إيجابي، بل لا أبالغ إن قلت أنها نادرة.ضحكوا علينا وضحكنا نحن على أنفسنا عندما قلنا: إن الفن رسالة، وأن نجوم السينما والتليفزيون أصحاب رسالة، وصدقوا هم أنفسهم كذلك، حتى بات الواحد منهم يتمنى أن يقبضه الله على خشبة المسرح أو في الاستوديو، ولا عجب في ذلك فسوف يطلق عليه شهيد الفن إذا مات، ولا عجب فقد أصبحوا الفئة المقربة من الأنظمة الحاكمة

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح