*التكلم بألسنة* جزء اول إعداد د.علاء عيد نسمع اليوم من بعض الفئات المُدّعية للمواهب والتابعة للحركات الكاريزماتية ، عن ضرورة التكلم بألسنة ، وأن التكلم بألسنة هو علامة لمعمودية الروح القدس . ومن لا يتكلم بألسنة فهو لم يختبر الميلاد الثاني بعد ! وإذا نظرت لألسنة هؤلاء وما الذي يفعلونه ، ستجدهم يتكلمون كلاماً . هو بلا معنى ، ولا يمت بصلة لأي لغة معروفة ، ويستمرون في تكرار نفس هذه الألفاظ الغريبة حين يدعون أنهم يتكلمون بألسنة ، فلا هم يفهمونها ولا السامعون يفهمون! عكس ما قاله القديس بولس : " وَلكِنْ فِي كَنِيسَةٍ ، أريدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أَعَلَّمَ آخَرِينَ أَيْضًا أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلَافِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ "(اکو ١٩: ١٤ ) وهذا التعليم قد ظهر في القرن التاسع عشر . وأخذ طابعه الرسمي في سنة ۱۹۰۰ م تحت إسم الحركة الخمسينية Movement pentecostal ، وهذه إدعت ان معمودية الروح القدس هي مرتبطة دائماً بالتكلم بألسنة . وقد تأثر بها بعض الكاثوليك في أمريكا في ستينيات القرن الماضي . وفي أوروبا بالسبعينات . فعقدوا عدة مؤتمرات للمناداة بهذا الفكر المضلّل ،کمؤتمرcharismatic المواهبي في سنة ١٩٧٨ م في إيرلندا . وبحسب أتباع حركة النهضة المواهبية charismatic Revival إن الدليل على معمودية المؤمنين بالروح القدس هو العلامة الفيزيائية الأولى ، أي التكلم بألسنة ( ۱ ) . ويقول أحد قادة هذه الحركة وهو plensis du David " يجب أن تستمر ممارسة الصلاة بألسنة وأن تزداد في حياة الذين تعمدوا بالروح ، وإلّا فقد يجدون أن مظاهر الروح الأخرى نادراً ما تأتي أو تقف بالكلية " ( ٢ ) . تعليقي : ما يفعله هؤلاء ليس له علاقة بموهبة الألسنة الوارد ذكرها فيالكتاب المقدس ، ولا بالتعليم الحقيقي حول هذه الموهبة . فالكتاب المقدس والآباء لم يُعلّموا بضرورة التكلم بألسنة كدليل على معمودية الروح القدس ، وأيضاً لم يُعلن الكتاب المقدس عن لغات غير مفهومة وكلام بلا معنى كالذي يفعله مُدّعين المواهب . ولكي تظهر زيف تعليمهم ، يجب أولاً أن نفهم تعليم الكتاب المقدس عن الألسنة ، فالكتاب يُعلن عن نوعين من الألسنة . لسان للبشارة والبنيان وهذا علامة لغير المؤمن لكي يؤمن ( ۱ كو ۱۳ : ۲۲ ) ، وبهذا اللسان يتكلم الشخص لغة لم يتعلمها قط ، فيعظ ويبشر ، وتكون هذه اللغة منطوقة ومفهومة ( عربي ، انجليزي ، يوناني .. الخ ) . أما اللسان الآخر فهو التحدث مع الله بلسان أهل السماء ، فيكون الحديث بلسان تسبيح وصلاة ، وتمجيد للثالوث القدوس ، ويُعطى حينها الشخص أن يتكلم بالروح بلسان غير منطوق لا يسمعه أحد ، وهو موهبة تُعطى لمن اختبر الثيوريا وامتلأ من الروح القدس واستطاع أن يدخل في شركة مع ا الله ليكلّمه . وهذا اللسان هو غير مسموع وغير منطوق لأن لغة الله غير منطوقة" لأنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ لَا يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللَّهَ لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ " ( ١ كو ١٤ : ٢ ) ، فكما نؤمن بأن نعمة الله هي غير مخلوقة ، كذلك لغة الله غير مخلوقة وغير منطوقة ، لذلك الذي يتكلم بلسان مع الله لا يستطيع أحد أن يسمعه لأنه بالروح يتكلم بأسرار كما يقول بولس . فكيف يتكلم هؤلاء بألسنة منطوقة ومسموعة مع الله ؟! حين خُطف بولس الرسول الى السماء الثالثة : " سَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا ، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا " ( ٢ كو ١٢ : ٤ ) . هنا كلام الله كلام لا يُنطق به ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم به . كلا النوعين من الألسنة التي يذكرها الكتاب المقدس ولا نجدها عند هذه الجماعات فهم لا يتكلمون لغات أخرى مفهومة ليبشروا غير المؤمنين ( بلغتهم ) ، وأيضاً لا يتكلمون مع اللهبلغته غير المنطوقة ! إذاً فما هو نوع ألسنتهم هذه ؟! - في حوار قديم لي مع أحد المواهبيين بعد أن تكلم أمامي بكلام ليس له معنى سألته : ما الذي قلته وبأي لسان تتكلم ؟ فأجاب : أنا تكلمت بالروح والله وحده يعرف ما قلته لأنني أتكلم بلغة الله والملائكة ! فأجبته لم يتكلم الرسل قط بلغات غير مفهومة كما فعلت أنت ، بل تكلّموا وأمام الجميع بألسنة كانت
نسخ الرابط