وأنا أتمشى في أحد الشوارع الالمانيا في المدينة التي اقطنها وعلى أحد الأرصفة لاحظت أن بعض حجارة الرصيف بلون مميز يختلف عن باقي أحجار الرصيف وكانت باللون الذهبي منقوش عليها كتابات باللغة الألمانية ..بضعة أحجار وضعت تكريما لأناس سكنوا هذه البقعة قديما هم من اليهود الذين تعرضوا للاضطهاد الشديد على يد النازيين ...فأحدى الحجارة نقش عليها هنا كان يسكن فلانا، هرب والكلمة تعني أيضا لجأ إلى فلسطين في العام ١٩٣١، أجل مكتوب #فلسطين_Palästina وحجر آخر عليه اسم آخر وتاريخ آخر و حجر آخر لاسم آخر، والتاريخ ما بينهما أو بعدهما ...كانت لحظة تأمل شعرت أنني وجدت دليل اقدمه لأي شخص ألقاه من الألمان الذين يعتقدون باحقية اليهود في فلسطين أو إسرائيل في الوجود ولو كان أحدهم زميلي في العمل الذي هو من مناصري قضيتنا مع اعتقاده إن لإسرائيل حق بالبقاء ...هذا دعاني للتأمل و تخيل الأوضاع وقتها و وضع هؤلاء الناس وكيف استقبلوا في فلسطين بلد لجوئهم وطبعا حضرتني مشاهد اللاجئين السوريين إلى أوروبا مع اختلاف الطرق والاشكال والأهداف، فبغض النظر لماذا هرب أو لجأ إلى فلسطين وما الهدف. ففي النهاية مكتوب أمامي إنه هرب أو لجأ إلى فلسطين ...في كل مرة أسير في ذلك المكان أجد نفسي مسرعا إلى ذات النقطة أقرأ نفس الكلام مظهرا هاتفي لالتقاط صور هذه الأحجار و لاحظت أن الصور باتت أكثر من ٢٠ صورة مكررة ...وأخيرا كنت هناك فإذا برجل يمر بجانبي فطلبت منه بلغتي الألمانية الضعيفة نسبيا ... لو سمحت سيدي : هل يمكن لك أن تشرح لي ما المكتوب هنا و ما المقصود و لماذا _ رغم علمي بكل شيء _قام الرجل بالشرح إلى أن قال كلمة #فلسطين، عندها سألته فلسطين؟؟وأين ذلك؟؟قال فلسطين هي في الشرق الأوسط فقلت هااا حقا!! أين؟فأنا أعرف كل الدول العربية لا يوجد فلسطين.. !!عندها قال لي الآن تسمى إسرائيل و كأني أجهل كل شي ... بدأت اسأله و لكن بالأصل هي فلسطين .قال : أجل ...فقلت : فلماذا تغير الاسم،؟؟تلعثم كثيرا كأنه يريد إن يقول شيئا محرما عليه و يكتمه ...وقتها قلت له : سيدي أنا فلسطيني . أسف أردت أن أعرف شيئا وقد عرفته ...وقلت أنت أن هؤلاء الناس هربوا إلى بلدي و استقبلهم أجدادي .قال : أجل،قلت : وكانوا آمنين هناك !!قال: أجل .وقلت : طبعا بقوا إلى الآن هناك و صارت فلسطين التي آوتهم وساعدتهم تسمى إسرائيل وهي الآن لهم !!..قلت له : سيدي ما هو رأيك أو شعورك بأن احفاد ذاك الرجل المنقوش اسمه على الحجر يعيشون في فلسطين أما أحفاد الذين استقبلوهم و آووهم مثلي لم يروها ولا حق لهم حتى إن يزوروها؟؟عندها هز الرجل رأسه و قال ببساطة، يا صديقي لا يوجد عدل في هذا العالم ثم مضى..عن جدار الصديقة ...Huda Dahbour منقول

منذ سنتان
منذ سنتان
منذ سنتان
Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح