باز
عباس إبراهيم

عباس إبراهيم

أعمل مدرسا للغة العربية ، أعشق كل ما له علاقة بلغة الضاد، أكتب الشعر والرواية ،وأحب الرياضة خاصة كرة القدم...

28
المتابعون
56
يتابع
منذ 4 سنوات

الميكروباص ...ولأن (الميكروباص) منصة اجتماعية لا تقل أهمية عن منصات التواصل الاجتماعي ك (فيسبوك وتويتر وغيرها)فكل راكب يدلو بدلوه ... الجميع خبراء استراتيجيون واقتصاديون وسياسيون ...على أية حال ... كما هو معلوم أن السياسة لها نصيب الأسد من الحديث في الميكروباصات ، ولكن هذه المرة اختلف الأمر ، فقد كان الحديث حول الزواج والأسرة وهلم جرا ...وأدار الحوار شاب أربعيني ورجل عبر الخمسين باثنتين وامرأة عبرت الثلاثين بقليل وأخرى أربعينية ، وجواري كان آخر طاعن في السن ، ولكن صوته ما يزال شابا وخير شاهد على هذا طبقة أذني الوسطى التى اشمأزت منه فقد تعرضت لموجات صوتية عنيفة ....المهم ..... كان الحديث كالآتي :قال الرجل الذي عبر الخمسين باثنتين: لا تؤدب امرأة إلا امرأة مثلها ، فقد تزوجت بثانية لتؤدب الأولى فتحالفتا علي فجلبت ثالثة لأكسر أنفيهما ، وقد كان .... وها أنا أبحث لابني عن عروس ، فقاطعته المرأة الثلاثينية : دعك من ابنك وتزوج الرابعة كما قال الشرع ! ( قالتها بعد أن رفعت أحد حاجبيها تقصد الاستهزاء ) فهب في الجميع ذاك الشاب الأربعيني : أنا بلغت الأربعين ولم أتزوج ! أريد نصف واحدة حتى ...(قالها بأسى غطى ملامح وجهه ) فتعاطفت معه وأشفقت عليه ، وكدت أن أدخل في الحوار ولكني أحجمتفقالت المرأة الأربعينية : زوجت بناتي الثلاثة لثلاثة تجاوزوا الأربعين ... فلا تقلق ، ولا تظن أن الذي أخرهم الفقر .. لا ، فهم أغنياء ، ولكن جرت العادة عندهم أن يتزوج الشاب في هذه السن .... فلما سمعت قولها ، قلت في نفسي: كيف صبر هؤلاء ؟ هل أعجبتهم العزوبية والوحدة ؟ والله لو رأيت مثلهم لبسقت عليه ، ولوبخته توبيخا شنيعا..وما قطع حبل حديثي لنفسي إلا صوت الرعد الذي جواري حيث قال : مالها النساء ، سود الله وجوههن كما سودن عيشتنا .... فنظرت إليه الثلاثينية بعد أن أنزلت حاجبها ورفعت الأخر ، ثم قالت : اسم الله على الرجال ، جاءهم البلاء من كل حدب وصوب ! فسكت العجوز بعد أن أسمعنا _نحن الرجال_ ما يسمم أبداننا حينها قلت لنفسي : لابد من الرد .. لابد من إيقاف هذين الحاجبين عند حدهما .. لابد من التصدي لهذه المرأة الحيزبونة .. فتشجعت بعد أن تجمعت في صدري الكلمات وتكونت في عقلي الجمل التي نزلت على لساني الذي توقف عن الكلام لأن الميكروباص قد توقف فمحطة نزولي قد أتت فنزلت وقد ابتلعت كل الكلام الذي كنت أنوي أن أوبخ به تلك الحيزبونة ... ونجت بحاجبيها الذين فاقا في الرقص صافينار ....وعدت أنا إليكم لأكتب لكم هذه الواقعة ....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ 4 سنوات
منذ 4 سنوات
منذ 4 سنوات
منذ 4 سنوات
Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح