باز
مهند حجازي

مهند حجازي

حاصل على درجة البكالوريس في علم النفسمسار (ارشاد نفسي تربوي)مرشد نفسي ، اخصائي نفسي

9
المتابعون
16
يتابع

‏" يُجازيك الله على صدقك ، وسلامة قلبك، وصفاء نيّتك، وتمنّيك الخير لغيرك ، فتجدهُ يُسخِّر لك الأحداث، والمواقف ، والأشخاص من حيث لا تحتسب ، وتجد الخير يسعى إليك من حيث لم تطلبه ، ذلك أن الله صدَق وعدهُ إذ قال: "إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا."

هوس حرف الدال (د.)روضة، ابتدائي ،اعدادي، ثانوي ،جامعة ،ماجستير، دكتوراه، هذا على ما يبدو أصبح التسلسل الدراسي شبه الإجباري أو المتوقع عندنا في الدول العربية هناك هوس بحرف الدال الذي أصبح يعطي مكانة وهمية معظم الأحيان للبعض ويستخدمه البعض سلاحا للتشاوف أو الادعاء كما أصبح عمليا هو مفتاح الحصول على المناصب.شهادات دكتوراه تنهمر علينا معظمها يسعى أصحابها للحصول على اللقب فقط وليس حبا في البحث أو نفع البشرية بدليل أننا على كثرة الدكاترة لدينا لكننا لانسمع عن نتائج هذه الأبحاث أو كيف تمت الاستفادة من هذه الرسائل فمعظمها تحولت إلى ورق مكدس في المكتبات ولم يبق منها سوى كلمة دكتور تزين الكروت الشخصية لأصحابها.تتوسع إشكالية لقب الدكتور أكثر عندما نتحدث عن الأكاديميين الجامعيين من حملة الدكتوراه الذين يصرون على وضع حرف الدال أمام اسمائهم حتى ولو كان في دعوة زفاف أو صفحة فيسبوك! ومن المضحك على الاقل بالنسبة لي ان يصبح لقب الدكتور فرضا عائليا أيضا حتى على الزوجة والأبناء الذين لا ينادون الأب حتى في البيت الا بلقب دكتور... هذه الظاهرة غير موجودة في بلدان العالم الأخرى شرقا وغربا. فأشهر المؤلفين والفلاسفة الغربيين يحملون شهادة الدكتوراه ولكنهم لا يضعون "الدال" أبدا على كتبهم أو محاضراتهم أو بطاقاتهم التعريفية. الدكتوراه درجة علمية قيمتها محصورة داخل قاعة الدرس ومعناها الوحيد ان حاملها قادر على البحث والتدريس. وهذا يعني أن الحصول على الدكتوراه هو بداية الطريق وليس نهايته، وانك يجب ان تبدع في البحث والتدريس لتظل مستحقا للدرجة. لكنها في ثقافتنا العربية المتخلفة تحولت من درجة علمية إلى مقام أو منصب اجتماعي. والإصرار عليه قد يدل على فقدان الثقة بالنفس مثلما قد يدل على التعالي أو الغرور أحيانا. في فلسطين اصبحت ظاهرة الألقاب تتعقد اكثر لتصل إلى مرحلة اللقب المركب " استاذ-دكتور" ، "عقيد-دكتور" وحتى "الشيخ-الدكتور".. أما الاكاديميون العرب الذين انتقلوا للغرب فلم تعد كلمة "دكتور" تعجبهم، وصاروا يفضلون كلمة "بروفيسور"... واختصار الدلع لها على السوشيال ميديا هو "بروف".. ولا مانع من صور للبروف بملابس غير لائقة بالوسط الاجتماعي أو البروف ببيجامة النوم. يغضب الأكاديمي الغربي لو ناديته "دكتور" ويطلب منك مناداته باسمه الأول،ويغضب الأكاديمي العربي لو ناديته باسمه الأول ولم تقل له "اقفل سحاب البنطلون يا سيادة الدكتور.."هوس حرف الدال ليس مشكلة خاصة بنا في فلسطين بل هي ظاهرة في عالمنا العربي كله الذي يحتفي بالوجاهة أكثرمن العمل والألقاب أكثرمن الابداع الحقيقي والشهادات أكثرمن العطاء والخدمة.لذلك سنظل في تخلف حتى لو تحولنا إلى بلد العشرين مليون دكتور.مهند حجازيإخصائي نفسي

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح