أتساءل ما طبيعة علاقاتك بكتابات د. أحمد خالد توفيق يا نور؟هذا التساؤل طغى على رأسي بعض الوقت، لشعوري بالألفة تجاه كتاباته، واشتياقي لها عند غيابي عنها كاشتياق الإنسان إلى أحد أفراد أسرته ممن يحبهم ويفتقد جلستهم من آن لآخر، حتى وأنا في غمرة اكتئابي غير متمكنة من ممارسة أمور الحياة البسيطة بسبب ثقل الكآبة التي تعتريني كنت أقرأ نصوصه بشغف، وأتنقل بينها بخفة. لماذا ذلك؟، لم أستطع الجواب على ذلك بدقة، اطلعت على العديد من النصوص وبعضها كان عظيم المعنى، وفيها ما كان جميل اللغة بليغ التعبير، لكن النصوص التي تنتمي للعراب ظلت لها هالتها الخاصة عندي.حاولت وضع بعض أسباب لذلك الانجذاب الغريب:*اللغة: فلغته لم تكن بالثقيلة المرهقة ولا بالركيكة التافهة بالنسبة إلي.* الأفكار: أفكار أعماله لم تكن بالبعيدة عن الواقع ولا الغارقة فيه. * الشخصيات: لكم أستأنست بشخصياته وبالأخص د. رفعت إسماعيل ود. علاء عبد العظيم، يخوضون عوالمهم المختلفة عني وكوميداتهم السوداء التي تلمسني، وأبجلهم عندما يدافعون عن خطوطهم الحمراء ككراهيتهم للصهاينة، وذلك الانتماء لثقافتهم مع عدم الانغلاق عن الثقافات الأخرى.لست متأكدة إن كانت تلك الأسباب الكاملة لشعور الألفة ذلك أم هناك ما هو أكثر، ولكني حاولت وضع منطق وأسباب لتلك المشاعر تجاه كتابات الدكتور رحمه الله، والمشاعر أحيانا كثيرة لا تخضع للمنطق والعقل...

عزيزتي أنا الماضية؛لقد واجهت أمور سيئة كثيرة أخرى لم تتوقف على ما واجهتيه، وأدركت أيضًا أن دموعنا لم تكن تسيل بدون سبب أو أحزاننا تنبع بدون مورد كما ظننتِ بل كانت هناك أسباب لم تكوني تستطعين إدراكها أو لعلك لم تريدي أن تعترفي بها.كثير من الطرق التي حلمنا أن نسير فيها تجنبتها وترفعت عنها؛ أملا في البعد عن المشاكل والابتلاءات، لكن المآزق والأذى لم يرغبوا في الابتعاد عنك بالرغم من ذلك التجنب والسير مستسلمة بجانب الحائط.لكنني خضت حربًا وسعيت لتعافينا وتخفيف حدة آلامنا وفهم أفكارنا ومزاجنا، وأحببت نفسي أكثر، ورأيت مميزاتي التي تجاهلناه مسبقًا، وأستلطفت عيوبك.لعل مستقبلنا القادم يمنحنا الله فيه القوة للسير في الدروب التي أحببناها لكننا خفنا من خوضها تجنبًا للأذى والخذلان.مُحِبتك الدائمة: نور ❤️

*** رؤية مختلفة للفقد ***أكتب عنه من خلال أحد جوانب تجربتي مع وفاة والدتي:كنت متخبطة كليا بعد صدمة وفاتها، تصرفاتي أصبحت غريبة حتى علي، مشاعري السلبية أكثر حدة، حتى عقلي وتفكيري لم يسلم وظهر جليا في فقداني للإنتباه وضعف الذاكرة في الشهور الأولى بعد الوفاة، لم أتخيل أن الفقد له تأثير أبعد من أمور الحزن والفرح والحنين، أما أن يؤثر على الشخصية والعقل فقد كان ذلك غريبًا على تصوري.إحدى جوانب الصدمة أن هناك أمورًا كثيرة بيننا لم تنته بعد ( مشاعر لم يتم البوح بها، مساندة ودعم لم يقدما بعد مني ومنها، عتاب لم يقل، مشاكل لم تحل..)، لم أكن أنا الوحيدة المتألمة من تلك الأمور العالقة التي سوف يبقيها الموت عالقة، بل هي أيضًا؛ ففي أيام احتضارها وبلسانها الذي تأثر بالمرض فتخرج الكلمات مبهمة، لم تكف عن الحديث عني ولي.سرت في رحلة شاقة حتى أتبين وأطمئن لقدر الله، أستوعب أن الخير موجود حتى في أعتى المصائب، وددت لو أطمئنها علي بعد ذلك القلق والخوف الذي بدا منها في احتضارها، أتمنى أن تعلم أن الله مَنَّ وتفضل بنعم اكتسبتها جديدة رغم إني مازلت في بداية طريق التعافي، وأني بفضله استطعت أن أتدبر أمري في مواقف ومشاعر وأفكار عجزت عن التعامل معاها مسبقًا.وهذا لا ينفي أن هناك أوقاتًا الأحزان والبؤس والمشاعر السلبية يمسكون زمام السيطرة ويشلون تفكيري وينهكون جسدي، لكن الحمدلله أولا وأخيرا أن الحياة مستمرة مع الألم والجراح والهزائم والانتصارات. .رحم الله موتانا وموتى المسلمين وهون على قلوبنا، ورزقنا جميعا السلوان.

بمناسبة هاشتاج #كتب_سيره_ذاتيه_ومذكرات أسترجع بدايتي وأنا في الثانوية مع هذا النوع من الكتب، فأتعلق بكتاب السيرة وأنهيه في فترة قصيرة، منبهرةً بشخصية صاحب السيرة، معظمةً لرحلته، حتى أنتهى هذا الأمر عند دخولي الجامعة، أرى نفسي بلهاء من تعلقي وانبهاري بهذه الأشياء، أشخاص مثل أي أشخاص حالفهم فقط الحظ، ناسية تمامًا سبب مشاعري في الثانوية عند القراءة وحبي وتقديري لذاك، غافلةً عن تعظيمي لفكرة أن يحارب الشخص لأجل ما يؤمن غير متأثر بضربات المجتمع أو السلطة، تائهة عن شعوري بالانتماء آنذاك لهؤلاء من خلال اختلافي مع من حولي في بعض أمر، أن يذهب الشخص إلى ما يؤمن بصحته وصدقه دونما أن يلتفت لتلك الأصنام المؤذية لإنسانيتنا، فقط لأن المجتمع يجبره على تقديسها.تلك المشاعر اللطيفة استحقها ما وجدته في سير هؤلاء.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح