كل يوم الأب لما يرجع البيت .. يسأل عن الأولاد فين ؟الأم ترد : جم من المدرسة و بيذاكروا جوا ..فـ الأب ميهتمش للكلام لأن الكلام ده بقى " عادي " بيحصل كل يوملحد ما في يوم .. رجع الأب.. لقى الأم متوتره .. و خايفه..و قعدة جمب الباب.. يسألها في ايه؟ .. تقوله : الأولاد كان المفروض يجوا من ساعة و مجوش و كلمت المدرسة قالوا طلعوا في معادهم عادي !ساعتها الأب هيحس بـ إيه؟ ستفنى الدنيا من حوله ، هينسى الشغل، و المواعيد، و الدنيا كلها ..أول مرة يحس بقيمة " جم من المدرسة و بيذاكروا جوا"، هيحس إنها كانت نعمة كبيرة أوي.. بس هو مهتمش حتى كان بينسى يقول " الحمدلله " عليها ، و كان مهموم " بالناقص من حياته عن الموجود " .. هيمشي في الشوارع يدور على أولاده.. و يشوف اولاد ماشيه مع أهاليها في الشارع بتضحك و تلعب معاهم " عادي" و كأنه اول مره يحس بقيمة النعمة دي ، دي مش عادي !يشوف أطفال نازلين من الباص بتاع المدرسة و داخلين البيت قدامه " عادي " هيشوفها دي قمة النعمة! هيشوف الدنيا بعين تانية تمامًا.. هيشوفها بعين إنه كان في نعمة.. بس من كُتر ما ألفها.. بقت بالنسبة له .. " عادي " .. لأن النعمة إذا أحلت و أقامت عاملناها كأنها لا نعمة ..شوف كم نعمة في حياتك بقت بالنسبة لك " عادي " و ألحق قول الحمدلله عليها و قدرها أوي، في ناس نفسها " العادي " ده يرجع .
نسخ الرابط