قوله يا ربّ رمضان داخل وأنا لا أجد بين جوانحي إلا قطعة حجر.الشيخ سمير مصطفى. !

من مُذكرات شخص تخطى الـ ثمانين عامًا .."كتب في بداية الصفحة " ربِ إرجعون ..خشيت وأنا صغير أن يقولوا عني شيخًا ويضحكون فـ بدأت أتحدث عن أي شيء إلا الدين .. والآن ! فُجِئت بـ أني لم أترك بيني وبين الله باب مفتوح !كان من الممكن أن أصوم يومين في الإسبوع، بُمعدل مائة يومٍ في السنة .. وكنت حينها أعلم أنني سأكون ممن يدخلون باب " الريان " فـ هو للصائمين !ولكنّي فهمت مؤخرًا .. عندما أصبحت لا استطيع الصيام ..وأنني لو قرأت يوميًا بضع صفحات من القُرآن عندما أستيقظ .. وبضع عندما أذهب إلى النوم مواظبًا على ذلك يومًا بـ يوم ! سأكون من أهل القرآن أهل الله وخاصته .. والآن ضعُفَ بصري ! وان جملة " أستغفرك ربي، وأتوب إليك " كانت من الممكن أن تقال بعد كل ذنبٍ ويُغفر لي بها ذنوب كثيرة ! ولكني كُنت أستثقلها،، فيضيق صدري . كُُنت أترُك صلاة الفجر وأنا أعلم جيدًا أن ترك صلاة الفجر من صفات المنافقين ..ليتني صليت ركعتين القيام يوميًا قبل النوم ،كُنت أعلم انها سترفعني درجات عِدة ، فلو قُمت الليل بـ مائة آية سأُكتب من القانتين .. ليتني منهم ..فعندما ذكر الله القنوت ذكر نبي الله إبراهيم عليه السلام"إنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ"ليتني أتقنت الركوع ورددت كثيرًا " سبحان ربي العظيم " ليتني لم أرفع صوتي على أُمي وأَبي .. حتى ذاك الجسر الذي كان من الممكن أن أعبر عليه للجنان قد يكون جسراً الى النار ..كُنت أتعجب من أبا هريرة عندما بكى خشيةً من أن يكون صوته أعلى من صوت أُمِه عندما نادته فقال : " نعم يا أُمي " بصوتٍ عالٍ وظل يبكي خوفًا من الله ..عشرون عامًا ولم أعلم من أي باب سأدخل الجنة ..ثم أربعون عامًا وشغلتني الدُنيا بزينتها ..ثم ستون وثمانون وسَفْرِي بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني وَقُوَتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُنيلم أعد أستطيع ملامسة الأرض في السجود لم أعد أستطيع قيام الليل ضَعِف بصري فـ أصبحت لا أُجيد القراءة جيدًا ولا أستيطع ترتيل القُرآن وماتت أُمي قبل ان تُسامحني !وتعجلي في الصلاة لا أعلم هل قُبلت أم لا !ولا يوجد من يُقظني لصلاة الفجر .. ولم أعتاد القيام لها والآن بعد ثمانين عامًا أتمنى فقط قيام ليلة واحدة يا الله أيقنت الآن ..أن الدُنيا مهما عَظُمَت فـ هي حقيرة وأن العمر مهما طال فـ هو قصير .."" ثم كَتَبَ في نهاية الصفحة ..""يابُني إليك قصتي .. فـ خُذ من الدُنيا ما يكفيك ولا تأخذ منها ما يُمتعك فـ تُغرك زينتها وحافظ على والديك فـ برضاهما تُرزق مفاتيح الجنانِ الثمانية صلِّ جيدًا وأعطي السجود حَقّهوأُترك لك أثر في الدُنيا فبطيب الأثر سيُذكرك الله بالشهادة كما كُنت تذكر الناس به ..وواظب على نسمات الفجر ..يابُني ..خذ مني وصية الرسول ﷺ والتي لم أكن أعيرها إهتماماً، لأني كنت وقتها مغروراً بشبابي ومفتوناً بقامتي الصلبة فأغشيت عيناي عن فهم هذا الحديث الذي يقول فيه؛ اغتنم خمسا قبل خمس، ؛شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك ،وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ..والسلام ..

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح