#رمضانيات قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَن قَامَ لَيلةَ القَدر إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لهُ مَا تقَدَّمَ مِنْ ذَنبِه ومَن صَامَ رمَضانَ إيمانًا واحتِسابا غفِرَ لهُ ما تقَدّمَ مِن ذَنبه" رَواه البخاريُّ ومسلمٌ وغيرُهما. ولا تَحصُلُ لَيلَةُ القَدْر إلا في شَهرِ رَمضَانَ. وقال علَيه الصّلاةُ والسَّلام: "التَمِسُوها في العَشْرِ الأَواخِر مِن رمَضَان" رواه البخاري ومسلم وغَيرُهما. وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنهاَ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَحَرَّوا لَيلةَ القَدْر في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمضَانَ"فيَنبَغِي للمؤمنِ أن يجتَهِدَ في طاعةِ الله تعالى في كلّ رمَضانَ لأنّ الثوَاب فيه أعظَمُ مِن سائر الشّهُور، ثوابُ قيام اللّيل في رمضانَ أعظَمُ مِن ثواب قيام اللّيل في غيرِ رمَضان. وقِيامُ ليلةِ القَدر يَحصُلُ بالصّلاةِ فيها إنْ كانَ عدَدُ الرّكَعاتِ كَثِيرا أو قَليلا وإطالةُ الصلاةِ بالقراءةِ أفضَلُ مِن تَكثِيرِ السّجُودِ مع تَقلِيلِ القِراءَةِ. وسُمّيت ليلَةُ القَدْرِ بذلكَ لأنّ فيها تَقديرَ الأمُورِ والأحكَامِ والأرزَاقِ مِنْ تِلكَ اللّيلَةِ إلى مِثلِها مِنْ قَابِل (أي السَّنةِ التي تَلِيها) وهَذا مَعنى "فيهَا يُفرَقُ كل أمر حكيم" فالله يُظهِرُ ذلكَ للملائكةِ ويُبَيّنُ لهم ما هُم مَأمُورُونَ بفِعلِه فيَنسَخُون في صُحفِهم مِنَ اللّوح المحفوظِ ما يَجرِي للعبادِ خلالَ هذه السَّنة مِن مَوتٍ وحيَاةٍ ووِلادَةٍ وأرزَاقٍ ومَصَائبَ وفَرَح ونَحوِ ذلكَ. فمعنى ليلةِ القَدْر ليلةُ تَقديرِ الأمُور وقَضائِها، والقَدْر بمعنى التَّقديروقال بعضهم سمّيت ليلةَ القَدر لأنّ الأرضَ تَضِيقُ بالملائكةِ الذينَ يَنزلونَ فيها، ولأنّ العمَلَ الصّالح يكونُ ذَا قَدْرٍ عندَ الله تعالى في هذه اللّيلة، خَيرٌ منَ العمَلِ في ألفِ شَهر ليسَ فيه ليلةُ القَدر، وقالوا سُمِّيت بذلكَ لشَرفِها على سائرِ اللّيالي. ولأنَّ لَيلَةَ القَدْرِ تُصَادِفُ في الغَالِب لَيلةَ سَبعٍ وعِشرِينَ شُهِرَ عندَ النّاس تَسمِيَةُ ليلةِ السّبْعِ والعِشرِينَ ليلةَ القَدْر لكنْ ليس لنا أن نعتقَدَ أنّها منحَصرةٌ فيها. فالقرءان أنزل في ليلة القدر كما أخبر الله في القرءان وكانت تلك الليلة ليلة أربع وعشرين. كما جاء في الحديث الذي رواه البيهقي وغيره. وقد تعددت الأحاديث الواردة في أمر ليلة القدر وتعددت أقوال العلماء في ذلك. فيروى عن أبي حنيفة وجمهور الحنفية وعَلِيّ وَعَائِشَة وَأُبَيّ بن كَعْبٍ: هِيَ لَيْلَةُ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ، وقال بعضهم غير ذلك.اللَّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا، فاغفرِ اللَّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللَّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النّارِ، اللَّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ.
نسخ الرابط