السودا

من روائع الشاعر السوداني جعفر عبّاس ؛‏خنافس الأرض تجري في أعنّتها وسابح الخيل مربوط إلى الوتدوأكرم الأُسْدِ محبوس ومضطهد ﻭﺃﺣﻘـﺮُ ﺍﻟﺪﻭﺩِ ﻳﺴﻌﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻄﻬـﺪِﻭﺃﺗﻔﻪُ ﺍﻟﻨﺎﺱِ يقضى فى ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢْ ﺣُﻜﻢَ ﺍﻟﺮﻭﻳﺒﻀﺔِ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭِ في ﺍﻟﺴﻨَﺪِﻓﻜـﻢ ﺷـﺠﺎﻉٍ ﺃﺿــﺎﻉَ ﺍﻟﻨـﺎﺱُ ﻫﻴـﺒـﺘـَﻪُ ﻭﻛـﻢْ ﺟﺒــﺎﻥٍ ﻣُﻬـﺎﺏٍ ﻫـﻴـﺒــﺔَ ﺍﻷﺳـَﺪِﻭﻛـﻢ ﻓﺼـﻴــﺢٍ ﺃﻣــﺎﺕ ﺍﻟﺠـﻬـﻞُ ﺣُﺠّـَﺘـَﻪُ ﻭﻛـﻢ ﺻـﻔـﻴـﻖٍ ﻟﻪُ ﺍﻷﺳﻤﺎﻉُ في ﺭَﻏَﺪِﻭﻛـﻢ ﻛـﺮﻳـﻢٍ ﻏـﺪﺍ فى ﻏﻴـﺮِ ﻣﻮﺿﻌــﻪِ ﻭﻛـﻢ ﻭﺿـﻴــﻊٍ ﻏـﺪﺍ فـى ﺃﺭﻓـﻊِ ﺍﻟﺠُﺪَﺩِﺩﺍﺭ ﺍﻟﺰﻣـﺎﻥُ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥِ ﻭاﻧﻘﻠﺒَـﺖْ ﻛــﻞُّ ﺍﻟﻤـﻮﺍﺯﻳـﻦ ﻭاﺧـﺘـﻠَّــﺖْ ﺑﻤُﺴـﺘـﻨﺪِ

الغدر طبعفي هذه الليلة ذات الشتاء البارد تملكتني نزواتيأمسيت أغرق في المجون أنظر للغيوم وتستهويني شهواتيأبكي علي قلب جرح الهوي أوتاره فاسمعوا حكاياتيأصرخ وارفع رايتي السوداء وسط الظلام لا ترى راياتيآه يا قلبي إني أعذرك من غدر أنثي زادت عندي صدماتيوالذنب ذنبك فقد سلمتها أوصالك فلا تلم رثائي واحتقاناتيأنت الذي من عطفه انحنت له الدنيا خجلا فلا تزد بآهاتيعذرا يا قلب لا تبقي ولا تذر علي اثر لها في ذكرياتيعجبا لأنثى تقترب منك فإنما هي حية تسعي وتتمني لدغاتيالغدر أيقظني بعد وهم الحب فلك مني يا قلبي تحياتيوجئت تبكي ولا ينفعك البكا قد ضعت مني واستنفذت نبضاتيلا تأمنن لأنثى ولو وجهها مكة ستذكروني حتى بعد مماتيفالغدر طبع ومن نبعه شربوا فلا تلوموا علي بعض كلماتيولست أقصد جميعهم فمنهم التي من نبعها سر حياتيفليس بعد أمي نساء ولولا أمي لزدت بكلامي واحتقاراتيإن النساء كالدواء بعضه شافي وبعضه قاتل وبعضه زاد أهاتي