المساكنة

[ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ]الأنفال:25. أحياناً يُقدَّرُ اللهُ تعالى بلاءً يُصيبُ به الظالمين المذنبين، ويُصيبُ به الصالحين لعدمِ قيامِهم بإنكارِ مُنكرِ الظالمين كما يَنبغي؛ فسكَتُوا عليهم، وساكنُوهم، وواكَلُوهم .. وهؤلاء يُصيبهم ما أصابَ الظالمين المذنبين مِن البلاءِ .. فكما شاركُوهم في المساكَنةِ والمؤاكلَةِ من غيرِ إنكارٍ لمنكرِهِم، ولا مُباينَةٍ لهم، فإنهم يُشاركونَهم في البَلاءِ والمصَاب .. بخلافِ الذين يَنصحون، ويَصدَعُون بالحقِّ، ويقومُون بواجبِ الأمْرِ بالمعرُوفِ، والنَّهي عن المنكرِ كما أمرَ اللهُ، ورسولُه صلى الله عليه وسلم .. فهؤلاء يُنجيهم اللهُ .. فلا يُصيبهم ما أصابَ الظالمين من بلاءٍ .. وفي الآيةِ ترهيبٌ للصالحين مِن أن يركنُوا على صلاحِهم في أنفُسِهم، مِن دُونِ أن يُبينُوا الحقَّ فِيما يَلتبسُ على الناسِ مِن أمرِ دِينِهم، ومِن دونِ أن يأمرُوا بالمعروفِ، ويَنهوا عن المنكرِ!

"إن المتزوجين أسعد بوجه عام ممن يفضلون المساكنة أو غير المتزوجين" 60