كمانجه#
اللكنة المصرية دي جت منين، هل احنا بنتكلم عربي؟اللهجة الدارجة اللي بنتكلم بيها دلوقتي دي، هي مزيج من لغة عربية بلسان يمني "نسبة للقبائل اليمنية اللي قعدت في الفسطاط بعد الفتح" واللغة القبطية القديمة اللي هيا اللسان الاصلي للمصريين قبل التعريب، اللغة العربية لما دخلت مصر كانت تقيلة علي لسان المصريين، فا المصريين لااراديا استبدلوا الحروف، ال ظ وال ذ مثلا بقت بتتنطق ز معظّمة، وال ق بقت بتتنطق همزة، الهمزة نفسها بقت ي، وال ث بتتنطق س او ت، واخيرا ربطوا كلمتين او تلاتة في كلمة واحدة زي "معلش" مثلا. بالاضافة لدخول لغات تانية مع كل فترة زمنية وكل حقبة وحاكم ومنفذ بيع، اشهرهم التركية والفارسية، وشوية يوناني علي ايطالي علي انجليزي علي فرنساوي، مع دخول بعض المصطلحات الجديدة لادوات وحاجات مكانتش بتستخدم زمان فا دخلت بلغاتها الاصلية،انتا بتتكلم في تقريبا ١٣ لغة دخيلة بمعدل ١٥٠٠ كلمة اجنبية في اللهجة المصرية، فا طلع الخليط الجميل ده. اللكنة دي للعلم صعبة مش سهلة وملهاش قواعد ثابتة والعربي فيها قليل زي سائر لهجات شمال افريقيا كدة، بس سبب انها مفهومة في الشرق الاوسط كله حاجتين، الانفتاح العلمي في العصور السابقة اللي سمح للجاليات العربية تتعلم في مصر علي مر السنين، والميديا اللي انتشرت في الشرق العربي كله عن طريق الافلام والمسلسلات وخلافه، دا غير انها لهجة العاصمة فا انتشرت في مصر بالرغم من اختلافها مع سائر اللهجات المصرية زي الصعيد والدلتا والساحل،ادهشك بقا..فيه كلمات كتير اوي في كلامك العادي اللي المفروض عربي، هتندهش انها مش عربي اصلا، ودول شوية أمثلة بس.. نبدأ بالتركية :أيوه (نعم) - Evetأوضة (غرفة، حجرة) - Odaبوسطة (البريد) - Postaدادة (مربية الأطفال) - Dadıبالطو (معطف) - Paltoدولاب (خزانة الملابس) - Dolapكنبة (أريكة) - Kanepe شنطة (حقيبة) - Çantaجزمة (حذاء) - Çizmeشنكل (خُطاف - حَدِيدَةٌ مَعْطُوفَةُ الرَّأْسِ) - Çengelسَبَت (سلة) - Sepetشاكوش (مطرقة أو قادوم) - Çekiçأوسطة (معلم الحرفة) - Ustaبَوَظَان او بايظ (خسران، إفساد) - Bozan ةكلبش، كلبشات (قيود المعصم) - Kelepçeدرابزين (السور علي جانب السلم) - Tırabzanقماش (نسيج) - Kumaşسميط (مخبوزات) - simitفلوكة (قارب صغير) - Filikaيهشكه ويبشكه (يهزّه) - Beşikتَمَلّي (دائما) - Temelliدوغري (مستقيم) - Doğruبقشيش (إكرامية) - Bahşişبُؤجَة (صرة أو حزمة لجمع الثياب بداخلها) - Bohçaطابور (كتيبة عسكرية، مثلا: الطابور الخامس) - Taburياهووه (انظروا ياناس) - Yahuكوشة (ركن العريس والعروسة) - Köşeأبلة (اخت كبرى) - Ablaتبّة (تل) - Tepeألاضيش (رُفَقاء الدَّرْبِ) - Yoldaşأراجوز (خيال الظل) - karagözأجزاخانة (صيدلية) - Eczaneبوية (دهان أو طلاء) - Boyaسرايا (قصر) - Sarayكاراكون (قسم الشرطة) - Karakolجمرك (المكوس) - Gümrükكوبري (جسر) - Köprüزور (صعوبة) - Zorأفندم (نعم) - Efendimشراب (جورب) - Çorapشربات (ماء محلي بسكر وغيره) - Şerbetبرضو (أيضا) - Bir deصاغ سليم (كامل ومُعافي) - Sağطابية (حصن) - Tabyaعربية (سيارة) - Arabaطلسقة (اهمل) - Taslaqباش (رأس) - baş "بتسبق اي وظيفة زي باشمهندس وباشكاتب" جي (صاحب) - Ci "بتنهي اي حرفة زي عربجي او بلطجي او قهوجي"نخش عالفارسي :أستاذ (معلم)بَنْدَر (مرسى وأصبحت قرية)بَخت (حظ)طرشي (مخلل) - ترشىبوسة (قبلة) - بوسیدنترزي (خياط) - درزيشيشة (زجاج)خردة (الصغير) والمصريين جمعوها خردواتبارة (قطعة) جنزير (سلسلة) - زنجيرمهيّة (مرتب) - ماه يعني شهرعنبر (مخزن) - أنباربفتة (نسيج) - بفتةبعدين - بعد إين (بعد هذا)بيجامة (لباس النوم)بتنجان - بادِنكان باد "الجن" نك "منقار" ان للجمع، مناقير الجنخيار (القثاء) اسطوانة (قرص) - استوانةمهرجان - عيد فارسيبازار - سوقبرشامة (حبة دواء) - برجانهبرنامج (نظام) - بَرْنامهبرواز (إطار) - بروزبسبوسة - حلوى الدقيقبقسماط (خبز مجفف) - بكسماتبلكونة (شرفة) - بلكانهبنج (مخدر) - بِنجبوز (شفة)بهلوان (مهرج)تكية (وسادة)زفت (قار) زلابية (حلوي العجين) - زليبيازنزانة (حجرة في السجن) - زنزانزير (قدر من الماء) - آزيرسادة (قماش بلا نقوش)سفرة (مائدة)سمسار (وسيط) - سبسارسيخ (عصا اللحم) سمكري (صانع الحديد) - تنكاريشال (غطاء الرأس)شاكوش (مطرقة) - جاكوجشلبي (ظريف) - شلتهشمعدان (حامل الشمع)صوان (مظلة كبيرة) - سايه بانطابور (صف)طبنجة (مسدس)فنجان (وعاء)فوطة (منشفة)كشك (كوخ) - كوشككشكول (كراسة)كمانجة (وترية)نونو (طفل)اندهشت؟ نخش بقا عالفرنسي :جيبة (تنورة) - JUPEنمرة (رقم) - Numéroإيشارب (غطاء الرأس) - Echarpeدريكسيون (اتجاه) - Directionكوافير (تصفيف الشعر) - Coiffeurكارت - كارنيه (بطاقة) - (Carte/Carnet)سشوار (مجفف شعر) Séchoirكوردون (طوق من الجند) - Cordonميرسي (شكرا) - Merciتانت (عمة او خالة) - Tanteاليوناني :ترابيزة (طاولة) - Τραπέζιليمان (ميناء وبقت سجن) -λιμάνιفانوس (مصباح) - φανόςفراولة (توت أرضي) - φράουλαالايطالي :استابينا (اتفقنا) - Sta Beneأليسطا (تمام) - alla listaباللو (ضوضاء) - Balloجوانتي (قفازات) - Guantoماركة (علامة تجارية) - marcaباروكة (شعر مستعار) - Parruccaفاترينة (واجهة) - Vetrinaبروفة (تجربة ملابس) - provaصالة (حجرة معيشة) - salaموبيليا (اثاث) - mobiliaبانيو (حوض استحمام) - Bangoفاتورة (حساب) - Fatturaبنسة (كماشة) - pinzaمكنة (آلة) - Macchinaروشتة (وصف الدواء) - Ricettaستامبا (متشابهة) - stampaفالصو (مزور) - falsoتورتة (كعك) - tortaصلصة (عصير طماطم) - salsaسلطة (خضار مقطع) - salataجمبري (روبيان) - gamberiومجبتش سيرة الانجليزي والاسباني والقبطية، دي القبطية دي بقا حوار لوحدها بعدين ان شاء الله.عرفت انتا بتتكلم عربي ولا لأ .. !
"لو أنني عاندت.."الفصل الخامس "فارس"نعم الفتاة جميلة، والصدفة فُرصة رائعة، والموقف أضاف كمٍ كبير من البهجة للحياة..لكن كل هذا لمصطفي، لماذا أصر والداي علي حضورنا أنا ولمي صاحبة ال10 سنوات عشاء التعارف هذا! ألا يستحق المرء قسطٌ من الراحة بعد عودته من العمل؟ هذا ليس عدلاً..عموماً..لقد ذهبت، فعلي الأقل هناك طعام جيد، وحقاً كان اختيار مصطفي للمكان اختياراً مُمتازاً، الألوان مُبهجة تليق بسعادتنا لسعادة مصطفي، الموسيقي تنقلك من أمام البوابة للداخل بسحرها كالطائر بأجنحة لا تُري، فقط تشعر بها تحلق بك عالياً مع اللحن، هدوء الإضاءة كالمُعالجة الروحانية تتسلل لداخلك براحة وتُشعرك بالسلام، تخلق من حولك جوً مليء بالدفء النفسي والهدوء، الأجواء اليونانية في المكان جعلتني أشعر أنني أحد أثرياء فرنسا قادم لرؤية حبيبته اليونانية في مطعم شهير في احدي أحياء اليونان المحبوبة.طلبت لمي من مصطفي أن يقوم بتصويرها أمام حائط الورود الموجود بالمطعم ولكنه رفض، كان متوتراً ومن حين لأخر ينظر لساعته، حَزنت لمي وكادت أن تبكي حتى أخذتها والتقط لها أكثر من صورة وعادت إليها السعادة من جديد، عدنا إلي الطاولة التي تجلس بها العائلة فلم أجد مصطفي فتساءلت:-مصطفي راح فين؟أجابت والدتي وهي تنظر تجاه مدخل المطعم بترقب:-راح يستقبل حلا وصاحبتها.تساءلت مُتعجباً:-صاحبتها؟؟--آه قال إنها عشان توافق تيجي كان لازم حد يجي معاها فجابت صاحبتها اللي عايشة معاها.قلتُ بحماس وأنا اضبط قميصي قبل أن اذهب إلي مصطفي بالخارج:-لا ده الحوار شكله بدأ يحلو بجد.لم أصدق عيناي وأنا أراها أمامي، لم يخطر علي بالي ولو للحظة أن أراها مُجدداً، كيف قادها القدر لهنا؟ من المؤكد أن الفتاة التي كنت أظنها أبنتها تكون حلا الجالسة جانبها في السيارة، أردت أن أركض إلي مصطفي أولاً كي أُقبله علي هذه الصورة التي كان التقاطها في صالحي، ولكن عندما تخيلت ذلك للحظة وجدت أن فكرة تقبيله شيءٍ مُقذذ، سأكتفي بشُكره في وقتٍ لاحق، لم اشعر بنفسي إلا ورأسي داخل شباكها، صُدمت المسكينة أنا أعلم ولكن ليس كصدمتي برؤيتها مُجدداً..أو ربما هو كذلك ولم تتوقع رؤيتي مرة أخري هي أيضاً لذلك تنظر إلي بصدمة دون أن تتفوه بكلمة.تساءل مصطفي:- أنت تعرف أمنية يا فارس؟ابتسمت ونظرت لها عندما علمت اسمها؛ فهي بالفعل أمنية لسنوات طوال مضوا تحققت بأول لقاء لنا، عندما أجبته بأنها فتاة الصيدلية كاد أن يضحك فرمقته بنظرتي فحاول إخفاءها، ترجلت حلا من السيارة ففتحت الباب الخاص بأمنية ودعوتها للخروج، خرجت ووقفت تنظر إلينا، ألقيت التحية علي حلا أولاً فسألت:-أنت بقي فارس أخو مصطفي التوأم صح؟أومأت لها بنعم، اتسعت حدقتا أمنية ونطقت أخيراً، حيث سألت بدهشة:-أخوه التوأم!! ضحكت بقوة ووقفت بجانب مصطفي وأنا أقول بمُزاح:-هو أينعم توأم، بس الحمد لله مش مُتشابهين، ربنا أنعم علي بالجمال والكاريزما بس هو لا. ضحكنا جميعاً وتوجهنا للداخل وأنا لا استطيع تحريرها من نظرتي، في الداخل عندما رأت أمي حلا وقفت مُسرعة وفي عينيها إعجاب شديد أعلم ما ستنويه بعده..حسناً سأعترف، لقد انتابتني الغيرة؛ فهي سلمت عليها بحرارة أولاً وخَفتُ ألا تفعل مع أمنية التي كانت واقفة بجوار حلا خجلة، سُرعان ما اختفت غيرتي عندما نظرت لأبي ووجدته ناظراً إلي أمنية بابتسامة واسعة، وتلته أمي بعدما انتهت من الترحيب بحلا، نظرت لأمنية بابتسامة واسعة ورحبت بها بقوة كما فعلت مع حلا، جلسنا بعدما انتهينا من حفلة الترحيب تلك والتي كانت فيها لمي وحدها أكثر حظاً بالقُبلات والأحضان والهدايا، حرصت علي أن يكون موضع جلوسي بجوار أمنية كي أستطيع الحديث معها، طلبنا ما سنأكل وجلسنا نتحدث جميعاً ونضحك، سأل أبي حلا:-وأنتي بقي يا حلا شغالة أيه؟-- أنا يا عمو Generalist في قسم ال Hr لشركة سياحة، وعازفة كمانجة في الأوبرا...بس مش بعزف في كل الحفلات، حفلات مُعينة بس.قال بإعجاب شديد:-ما شاء الله دا أحنا هنحتاجك معانا بقي في شركاتنا...بس ده طبعاً لو أنتي حبيتي تنورينا.ابتسمت حلا وقبل أن تُجيبه نظرت أمي لأمنية وسألتها:-وأنتي يا أمنية بتشتغلي؟تنحنحت أمنية ونظرت إليها وأجابت بابتسامة:-آه يا طنط الحمد لله، أنا صحافية.كان والداي مُنبهرين بهما كثيراً، تحدثوا طويلاً وأنا لم أشارك غير في النظر إليها، كنت أتأمل تفاصيلها غير مُصدق أنني أشعر بشيء داخلي ينبض عندما أنظر لها، كنت فاقداً للأمل في أن تستطيع اختراق قوانين قلبي أحداهما علي هذه الأرض...بعدما تناولنا الطعام والذي كان لذيذاً للغاية، وطلبنا مشروباتنا استطعت اختطاف انتباه أمنية لي، سألتها بصوت لا يسمعه غيرها أثناء انشغالهم جميعاً في الحديث:-صدفة غريبة أوي مش كده؟ابتسمت بخجلها المُحبب إلي وقالت:-مافيش حاجة صدفة، كلها أقدار..أكيد للصدفة دي سبب، زي ما كان لصورة صدفة سبب في وصول شخص لحلمه..أكيد في سبب لصدفة جديدة مش مُتوقعة تماماً.كان الحديث إليها مُمتع كما أن النظر لها نعمة كبيرة لا مُحال، لا أعلم كيف فعلت ذلك؟ وجدت أنني أتحدث إلي لمي بصوت عالٍ وأقول لها:-لمي يا حبيبتي، مش عايزة تتصوري مع طنط حلا وطنط أمنية عند حائط الورد؟قالت لمي بحماس وتنظر الفتاتان إلي مُتفاجئتين:-ايوه ايوه يللا بينا نتصور يللا.كنت اعلم أن خطتي ستنجح ولن يرفضا طلباً للصغيرة، وسأحظى بتذكار من تلك المُقابلة، أخذت الكاميرة و توجهنا إلي هناك، حائط الورد هو حائط مليء فقط بالورود الوردية اللون، أمامه كُرسياً للتصوير جلست عليه لمي واحتضنتها أمنية من الخلف ووقفت بجوارهما حلا مستندة إلي كتف أمنية بكفها الصغير، انتهينا من اتخاذ الصورة وتوجه مصطفي ليأخذ الكاميرة مني ويطلب من حلا أن يلتقط لها صورة ولكن هذه المرة وهي علي علم بها،ابتسمت وأخلينا لها المكان، جميعنا خلف الكاميرة نُشاهد حلا بفستانها الأسود واقفة خلفها عدد مهول من الورود، تبتسم بسعادة، اقتطفت وردة من الحائط وأخذت أوراقها وألقتهم في الهواء وهي تضحك، لُقطت الصورة وكانت سعيدة بها، وأنا كنت أيضاً سعيد...فأخي كان ينظر إليها بحب! ************************************ " أمنية "تباً لهذا القلب الذي لم يقع في حب أحدهم من قبل، حتماً سيوقعني في مأزق يوماً ما..فلو طال وجودنا هنا أكثر سأخبره أنني أحبه..أنا لم أعلم من قبل ما معني شعور الحب هذا! ولكن كان شعوري يريد أن ينطق بها في كل لحظة عيني تحظي برؤيته، أو إن تحدث إلي، كان الأمر شيق وجميل حتي رن هاتف حلا وارتبكت كما شحب وجهها فور النظر لاسم المُتصل، نظرت لها وسألتها بقلق عن المتصل فقالت بصوت مُضطرب:-محمد بيرنمحمد خطيبها السابق، وما الذي جعله يتصل الآن؟ سأل مصطفي عندما انتبه لتغيُرنا المُفاجئ:-في حاجة يا جماعة؟قالت حلا بارتباك وهي تضع هاتفها علي وضع الصامت بيد مُرتجفة وقالت:-لا لا مافيش حاجة، كنا بنقول إيه؟عُدنا لنقاشاتنا ولكن كان التوتر قد احتل أعصاب حلا بالفعل، ونجح محمد هذا في تعكير صفو ليلتها الأولي للعودة إلي الحياة الطبيعية والتي يوجد بها مشاعر أخري غير الحزن، كان هاتفها منذ تلك اللحظة يهتز داخل حقيبتها مُعلناً عن اتصال احدهم وذلك كان يُزيد من ارتباكها، قُلت لها أن تري ماذا يُريد بدلاً من ذلك ولم توافق، وبعد استمرار الاتصال قررت أن تُغلق هاتفها تماماً، عندما أخرجته من الحقيبة وجدت أن جارتنا تتصل وليس هو، تعجبنا من اتصالها ولكن استأذنت حلا لتُجيب بالخارج، سمحوا لها فنهضت وتوجهت للخارج وأنا ابتسم لهم بقلق أعلم من نظراتهم لي أنه وصل إليهم أيضاً، كما قالت حلا من قبل..يجب أن يكون أسمه سيد لعنة وليس محمد فقد تبدل الحال من بعد اتصال هذا المزعجّ.انتابنا جميعاً الرعب عندما وجدنا حلا تهرول الينا باكية، وقفنا جميعاً مُتسائلين ماذا حدث؟ أخذت حقيبتها وأنا أخذ حقيبتي وأمسك بذراعها واسألها:-إيه اللي حصل يا حلا فهميني؟قالت باكية:-شاروو يا أمنية، شارو وقع عليه حاجة تقيله عند هناء وهما بيه دلوقتي عندالدكتور. لم أشعر بنفسي إلا وأنا اجذب يدها واعتذر منهم جميعاً ونخرج من المطعم، صعدنا السيارة وحاول مصطفي وفارس القدوم معنا ولككني رفضت، كان القلق ينتابهم وأنا أري ذلك ولكن لم يكن لدي الوقت للشرح لهم أن شارو هذا كلب..وانطلقنا بالسيارة مُسرعين. ************************************عندما رفضت أمنية ذهاب الشابين معهما، صعدا لسيارة مصطفي وركضا بها خلفهما وبداخل عقولهم الكثير من الاسئلة، قال مصطفي:-تفتكر شارو ده ابن أخت حد فيهم؟--مش عارف ممكن، أو ممكن يكون أخو حد فيهم مثلا...بس مين هناء؟-مش عارف يا فارس انا بصراحة متوتر ومش عارف أفكر، بس باين أنه حد عزيز جداً عند حلا، شوفت كانت بتعيط جامد أزاي؟قال فارس وهو يعض شفتيه حيرة وتوتر:-فعلاً، حتى أمنية ملامحها أتغيرت جامد أول ما عرفت وخدتها وجريت..أكيد ده حد مهم أوي ليهم ربنا يستر.وقفت سيارة أمنية أمام أحدي العقارات الكبيرة وترجلتا منها، فلحقهم الفتيان، تعجبتا من وجودهما ولكن دون جدال توجه الجميع للداخل، وعندما دخل الشابان شعرا بشيء غريب..لماذا كل من بالعيادة يحملون معهم حيوناتهم الأليفة...إلا إذا كانت هذه عيادة بيطرية و شارو هذا...-كلب!!!!!صاح الاثنين وحلا تركض إلي سيدة ثلاثينية وتحمل عنها كلباً صغيراً وتحتضنه وهي تبكي، نظرت لهما أمنية وجدتهما في حالة من الدهشة وعدم الاستيعاب، كانت ترغب في الضحك علي منظرهما ولكن توتر الموقف منعها، كانتا قدميه كسرا ويجبسهما الطبيب، حلا كالطفلة خائفة عليه تحاول التخفيف عنه أثناء عمل الطبيب بتمرير أناملها علي شعر رأسه، يُشاهدها مصطفي ويبتسم، وأمنية تُربت علي ظهر حلا تحاول مُساندتها ويتأمل حنانها فارس شارداً. كان يوماً مليئاً بالأحداث، الكثير منها يتصف بالمرح واللذة والبعض منها مُرهق ولا يخلو من القلق، كل منهم رحل في طريقه للمنزل، ولكن الأحلام لا تخلوا من الكوابيس...كانت حلا لا تعلم أن بمجرد رجوعها للمنزل وترجلها من السيارة ستجد من يمسك بذراعها بقوة ويصرخ فيها بغضب:-مابترديش عليا ليه لما برن عليكي، وإيه مخليكي راجعة متأخرة يا هانم يا محترمة.قُبض قلب حلا عندما رأت محمد أمامها، خلصت ذراعها من قبضته وصرخت فيه بقوة:-سيب دراعي يا حيوان، أنت مالك ومالي عايز مني إيه تاني مش كفاية اللي عملته، غور بقي غووور.وقفت بينهما أمنية تُحاول إبعادها عن أنظاره،بينما قال:- حيوان؟ آه حيوان ... ما ليكي حق، واحدة راجعة 11 بليل هي وصاحبتها وصورتها مالية السوشيال ميديا هتتعامل باحترام مع حبيبها أزاي؟نهرته أمنية وتحدثت إليه بنبرة حادة:محمددد، ما أسمحلكش تماماً بكلامك القذر ده، أحنا أشرف من أننا نرد علي واحد زيك مش متربي علي أصول ولا فيه عنده أي احترام تماماً..ثانياً حبيب مين معلش فين خطيبتك تسمع الكلمة دي؟-وانتي بقي حضرتك البوديجارد بتاعها؟جذبتها حلا من يدها، ووقفت هي أمامه بنظرة تحدي وقالت:-مالكش حق تقف قدامي دلوقتي، أتفضل أمشي ومش عايزة أشوف وشك هنا تاني.--مش همشي يا حلا إلا أما اعرف مين اللي اسمه مصطفي ده؟ و أزاي مارفعتيش عليه قضية لحد دلوقتي؟-وأنت مالك يا بجح أنت، دي حياتي الخاصة..أنت مش اختارت حياتك اللي تناسبك وكسرتني ومشيت، سيبني بقي يا أخي أبني نفسي من تاني في العيشة اللي أحبها.قال بعصبية:-وأنتي مفكرة أني هسيبك ليه يا حلا؟ ولا تكوني صدقتي أني بحب اللي خطبتها دي وهكمل معاها...دي مُجرد قرصة ودن ليكي عشان تتعدلي لكن شكلك ما بتتعلميش بس أنا هعرف أوقفك أزاي بمعرفتي.ابتسمت بسُخرية ونظرت له بثقة وقالت وهي ترحل عنه:-اللي ما بيوفيش بوعوده، جبان في تنفيذ تهديده...ماخوفتش منك، اللي عندك أعمله، ومبروك علي الخطوبة. ************************************* "حلا"لم أنم في تلك الليلة ولم أستطيع منع نفسي من البكاء، كيف كنت أحبه؟ كيف كان منزلي سيكون سيده هذا الوقح؟ كيف استطاع أن يصفني بذلك السوء، ويعاملني أسوأ؟ كثير من التساؤلات تُمزق قلبي ألماً، الساعة كانت تقترب للثانية صباحاً، أردتُ أن أهدئ من روعي ففتحت اللاب توب واختارت سورة البقرة بصوت الشيخ مشاري راشد واستلقيت علي السرير، بعد دقائق وصلتني رسالة من مصطفي، لم أكن بحالٍ جيد لأفتحها في هذا الوقت، أغلقت إضاءة الشاشة وحاولت جاهدة النوم ولم استطع أيضاً، جلست علي السرير وفتحت الرسالة فأنا فضولي قاتل ولن أهدأ إلا بعد قرأتهامصطفي:(هتيجي تسلمي عليا في المطار؟ )حلا: "أعذرني يا مصطفي، حقيقي مش هقدر وبلاش تُلح عليا"مصطفي:(ليه مش خلاص بقينا أصحاب؟)حلا: "......."مصطفي بحزن: ( أسف، تصبحي علي خير)حلا: " أسمها أصدقاء..بس أنا بالفعل آسفة مش هقدر أكون معاك في اليوم ده تحديداً، مش هقدر أسيب شارو لوحده وهو تعبان"صمت طويل...مصطفي):تمام، خليكي معاه وربنا يقومه بالسلامة، انا مضطر أقفل سلام) **********************************لم تكن خطة فارس تقتصر فقط علي أخذ تذكار بالصورة الذي التقطها للفتيات مع لمي، فكانت سلاحاً لخلق حديث مع أمنية علي فيس بوك، عندما قبلت طلب صداقته أرسل أليها رسالة نصيةفارس:(هتدفعيلي تسعة جنيه وسندوتش كبده من عبده تلوث وتاخدي الصورة ولو مادفعتيش في ظرف قرن ونص هنشرها علي النت وأفضحك، ها قلت أيه)أمنية:"أنت يادوب وقتها تلحق تدور علي قبري تعلقها قدامه، وبعدين ترضاها لأختك يا كابتن؟"كتب لها وهو يضحكفارس: ( ما هي معاكم في الصورة يا بنتي أنتي شاربة سبانخ علي أخر الليل ولا أيه؟)ضحكت أمنية وتناست خاتمة يومها المُزعجة، أخذا يتحدثان طوال الليل، لأول مرة تشعر بأن الوحدة والقلب الفارغ لم يكونا شيئاً جيداً مُطلقاً، كان مُجرد اعتياد، علمت بحديثها معه ونبض قلبها السريع، وشعورها بالارتياح والسرور بأن حياتها كانت سوداء وألوانها رمادية باهتة، وأن هناك واحداً فقط من بمقدوره تلوينها بألوان الطيف السبع ، وأن يخلق داخلها من هذه الألوان أعداد كبيرة من الألوان الأخرى، محت كلماته اللطيفة وقاحة كلمات الوقح محمد، كتب لها:فارس: (بقولك ايه، بما أننا الساعة 4 الصبح والجو لطيف، تسمعي حاجة هادية؟)أمنية: " حاجة زي أيه؟"فارس: (في أغنية أجنبية بسمعها دلوقتي، مش عارف تعرفيها ولا لأ بس أنا هسمعهالك أستني.)ابتسمت أمنية ولمعت عيناها عندما بعث لها باسم الأغنية، وكتبت له بسرعة وحماس:أمنية: " الله، a whole new world انا بحبها أووووي"فارس: (بجد! طيب يلا شغليها دلوقتي، أنا كمان هشغلها تاني...هعمل قهوة وأرجعلك نسمعها سوا)أمنية: "قهوة ليه دلوقتي؟ مش هتنام؟)فارس: (لما أرجع هفهمك، دقيقتين بالظبط وراجع)ذهب وذهبت بعقلها معه، وجدت نفسها تتجه للشرفة وبأذنها سماعة الرأس الخاصة بها موصلة بالهاتف عبر البلوتوث، قامت بفك رابطة شعرها وجعلته حراً طليقاً يستمتع ببرودة الصباح كاستمتاعها بها أيضاً، لم يمر الكثير من الدقائق ووجدته يرسل لها برسالة:فارس: (أنا جيت،...يللا شغلي الأغنية)أمنية: " حاضر، شغلتها"كم من مرة سمعت نفس اللحن ونفس الكلمات، وشعرت بشعور جميل معهما، ولكن هذه المرة الأولي التي تطير بها الموسيقي، وتحتضنها الكلمات، وتشعر بقلبها يرقص معها.كان فارس يقصدها بالكلمات ولكن سيكون سريعاً للغاية إن صرح لها بذلك، فأكتفي بأن يسمعها وقت مُحادثتها، كتب لها:فارس: (أنا بقي يا ست البنات، صاحي ومش هنام لأني هروح مع مصطفي نخلص شوية حاجات للسفر...صحيح هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟)يتبع💘
نسخ الرابط