باعت أمي خَاتمها لأجل دراستي وأساورها لزواج أختي وعِقدها لمرض أخي الصغير، لم تترك على جَسدها شيئًا أنا تخرجتُ وسافرت خارج البلاد، أكلّمها مرتين كل أسبوع ؛ولا أكادُ أسمع صوتها من البكاء . أختي تزوجّت وتعيشُ اليومَ أحلامها كاملةً ولا تزورها إلا نادراً . أخي الصغير "لاعب كرة قدم شهير"لم يعد للبيت منذ خرجَ منه في أولِ عقد !مضت أعوام كثيرة وهي تركضُ حافيةً للباب كلمَّا هزه الريحُ أو طرقهُ الجيران لكنَها كثيرًا ما كانتْ تعودُ بالدمع وعرجٍ في ركبتيها ؛ماتت أمي وهي تخبئ خلخالها في محرمةٍ قد يمرض احدنا
لا تسأل الدارَ عمّن كانَ يسكُنهاالبابُ يخبرُ أن القومَ قد رحلوايا طارقَ البابِ رفقاً حينَ تطرُقهُفإنهُ لم يعُد في الدارِ أصحابُتفرقوا في دُروبِ الأرضِ وانتثرواكأنهُ لم يكُن انسٌ وأحبابُأرحم يديك فما في الدارِ من أحدٍلا ترجُ رداً فأهلُ الودِ قد رحلواولترحم الدار لا توقظ مواجعهاللدورِ روحٌ... كما للناسِ أرواحُ
نسخ الرابط