خرجنا من غزة و لم تخرج منا بالامس عقب الإعلان عن الحرب على غزة ، كاد ان يقف قلبي انا التي أصبحت خارج دائرة الخطر بقي قلبي في الدائرة هناك مع اهلي ، كنت اجلس هذه الليلة انتظر ان اسمع صوت انفجار او ان ارى شرارة النار عقب انفجار صاروخ ، ومضات من ذكريات صور و أصوات حرب ٢٠١٤ بدأت تعود لعقلي تناسيت كليا انني خارج البلاد ، لا انفجارات هنا عالاقل حاليا ، لا صوت صورايخ و مدافع ، لم يستطع عقلي ان يستوعب انني خارج الحرب و الله خارج الحرب هذه المرة ، كنت قد بدأت بوضع خطة الخروج من المنزل كما اعتاد اهل غزة ان تكون خططهم جاهزة خلال الحرب و ينسوا تنفيذها حين الحاجة اليها من هول الموقف ، بين الفينة و الاخرى استيقظ من اوهامي اقنع نفسي لست بحاجة لأي خطط هذه المرة ، انا خارج الخطر هذه المرة انا وحدي خارج الخطر ، احاول الاتصال بأهلي يجيبونني نحن بخير الانفجار قريب لكننا بخير ، احدى خطوط الكهرباء تعطلت و لن يعود التواصل بيننا سهلا الايام المقبلة ، يغلقون الهاتف ، أحاور نفسي أجابوا هذه المرة هم بخير الكثير غيرهم ليسوا بخير عالاقل هم بخير ، احدث نفسي لو الحرب حقيقية سأعود لا أستطيع انا اتابع عن بعد ، قلبي سيتوقف ، اتراجع قائلة الحرب هي من ستكون قادرة على إعادتي ؟! أتناسى الحرب التي اشتعلت داخلي اعود اتابع الأخبار حرب ، هدنة ، حرب ، هدنة.كنت اظن ان الجراح التي غرستها الحروب فينا قد شفيت تماما في بلاد الغربة ، كنت مخطئة . لم تلتئم جراحنا ، بحاجة لعلاج قلوبنا و عقولنا و ذكرياتنا ، بحاجة لان يكون اهلنا هم أيضا في دائرة الأمان .هدنة ؛انتهت الليلة نجت غزة هذه المرة ، نجاة حذرة لكن قلوب المغتربين أعتصرت جميعها و الله لم تخرج منا
نسخ الرابط