لا أعتقد أني قرأتُ في حياتي وصفاً لفكرة *الصلاة* في وقتها وعدم تسويفها أو تأخيرها عن *ميقاتها* كما قرأت في هذا الوصف الرائع ..*يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن تأخير الصلاة*: *الفكرة* التي *تخجلني* في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني *لستُ* *أنا* من *حدد* *الموعد* لهذه *الصلاة* ، ولا أنا من اختار التوقيت.. *الخالق* تعالى *هو* من قدّر ذلك. الله الذي خلق هذا الكون بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته *هو الذي يريدني أن أقف بين يديه، وأكلمه، وأناجيه*.وأنا ماذا أفعل.في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته، مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه، وكل شأنٍ ضئيل.*الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم*) لأقف بين يديه؛ وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية!.يطلبني لبضع دقائق فقط، وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل، ثم آتيه متأخراً كعادتي. أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك..!!يدعوني سبحانه وتعالى (*لاجتماعٍ مغلق*) بيني وبينه، أنا صاحب الحاجة، وهو، الغني المتفضل؛ *وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان*. أحضر بجسدي ويغيب عقلي.*يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات؛ لأريح بدني وعقلي، وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها، وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي*.*هو الخالق العظيم، الغني عني وعن عبادتي ووقتي، يطلبني ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل*.ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني.*أنا، الحاضر الغائب*.. *هو تعالى يريده اجتماعاً خاصّاً*وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلاً شارداً.فأي بؤسٍ أكثر من هذا..!!*اللهم اغفر لي كل صلاةٍ لا تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك*.
نسخ الرابط