التصوف هو العمل بالعلوم الشرعية مع الإخلاص ولا يؤتي ثماره إلا بصحبة الشيخ المربي الدال على الله عز وجل بحاله وقاله ، لأن الشيخ هو المرشد و الدليل ومن سلك بغير أستاذ مأذون تاه في ميادين الزندقة والتضليل ، قال مولاي العربي الدرقاوي في رسائله : لولا المربي ما عرفت ربي ، ومما قيل في ذلك : ما افلح من افلح إلا بصحبة من افلح ..🍁 وإشارة إلى ما ذكرنا من تعريف التصوف يقول الشيخ احمد الفاروقي السرهندي النقشبندي في مكتوب له لاحد خلفائه :" شعب الشرع ثلاث : علم وعمل وإخلاص ، فما لم تتحقق هذه الشعب الثلاث لم تتحقق الشريعة ولما تتحقق الشريعة تحصل مرضاة الله التي هي فوقجميع سعادات الدنيا والآخرة " .. وقال في مكتوب آخر :" الطريقة والحقيقة اللتان يمتاز بهما الصوفية تخدمان الشريعة لتكميل الإحسان فلا غرض من تحصيلهما إلا تكميل الشريعة فقط ، اما الأحوال والمواجيد والعلوم والمعارف التي تحصل أثناء الطريق فليست من المقاصد فيجب الوصول بعد مجاوزة جميع هذه إلى مقام الرضا الذي هو آخر منازل السلوك ، فلا غاية لعبورمنازل الطريقة والحقيقة إلا تحصيل الإحسان " إه..🍁 قلت : فالحقيقة هي باطن الشريعة والشريعة هي ظاهر الحقيقة فهما متلازمان كتلازم الروح مع الجسد بحيث لا ينفك احدهما عن الثاني ، قال احمد زروق :" لنسبة التصوف من الدين نسبة الروح من الجسد " ، ومن ظن انه سيصل إلى مقصوده من غير اتباع للشرع ومجاهدة النفس فهو مستدرج وبدعي ولذلك قيل : كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل ، وكل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة ، ولتعلم ان مقصود القوم من السلوك هو رضا الله والتلذذ بمناجاته ومحبته والتحقق بعبوديته وتوحيده عن ذوق ومشاهدة ، قال الشيخ المحدث ولي الله الدهلوي :" ومقصود الطائفة العلية الصوفية حصول مشاهدة الحق كأنك تراه وذلك الحضور يسمونه مشاهدة القلب " ،والله اعلم
نسخ الرابط