يحكى أن حطاباً فقيراً كان يذهب بحصانه ليحطب ليطعم نفسه و ابنته. وفي إحدى المرات أتى السوق ليبيع حطبه فشاهده زمرة من تجار السوق الماكرين فقال أحدهم و قد كان مشهوراً بذكائه الشيطاني : هل أستطيع شراء هذا الحصان بما يحمله من الحطب بما لا يزيد عن درهمين , فقال رفاقه مستحيل لأن الحصان وحده يزيد ثمنه عن الاربعين درهم , فتراهن التجار على ذلك قسم معه و قسم ينفي ذلك. حينها تقدم التاجر الخبيث من الحطاب و قال له بكم هذا فقال الحطاب بدرهمين , فرد التاجر أتعني أن تبيعني ما أراه بدرهمين ؟ لم ينتبه الحطاب البسيط الى طبيعة السؤال فأجاب نعم على مسمع التجار الآخرين. أخذ الحطاب الدرهمين فإذا بالتاجر يسوق الحصان المحمل بالحطب حينها صرخ الحطاب الى أين يا رجل لقد بعتك الحطب و ليس الحصان. فرد التاجر بعنف أنه عندما إشترى كان يعني الحصان بما حمل , حينها حدثت مشكلة أدت إلى قدوم رجال الشرطة فأخذوهم جميعاً إلى قاضي دمشق حينها . عندما سمع القاضي الشهود علم أن التاجر إحتال على الحطاب , إضطر ليحكم لصالح التاجر لأن الحطاب وافق على البيعة و لا يحق له التراجع . حينها عاد الحطاب المسكين إلى بيته حزيناً و حكى لإبنته ما جرى فقالت له لا تحزن يا أبي سيعوضنا الله خيراً منه , مرت أيام و إستأجر الحطاب حصاناً لأنه لا يملك ثمنه و ذهب ليحطب و عندما عاد إلى بيته قالت له إبنته سأذهب معك يا أبي إلى السوق و أنا سأبيع الحطب , انطلق الحطاب و إبنته الى السوق إلى الركن الذي سلب منه حصانه فأشار الحطاب إلى التاجر الذي إغتصب منه حصانه. فقالت الفتاة لا عليك يا أبي توارى الآن و أنا سأبيع الحطب , حينها بدأ المارة بسؤال الفتاة عن ثمن الحطب فتقول لهم عشرة دراهم , فيرد الناس عليها أنه ما من احد سيشتري حطبك لأنك تطلبين أضعاف السعر المنطقي له. أحدث هذا سخريةً في ذلك الركن من السوق حتى وصل الخبر للتاجر المحتال و رفاقه فقال سأشتريه و تقدم إلى الفتاة. و قال لها على مسمع المجتمعين سأشتري ما أرى بالثمن الذي تطلبيه فهل أنت موافقة قالت نعم حينها إبتسم التاجر تلك الإبتسامة الماكرة و مد يده إلى الفتاة ليعطيها العشرة دراهم فنظرت اليها و قالت له هل ما أرى هو ثمن بضاعتي فرد ضاحكاً نعم يبدو أنك لما تشاهدي مالاً مسبقاً. حينها أخرجت الفتاة سكيناً ففزع التاجر و قال لها هل جننت فقالت أريد ثمن بضاعتي يدك و العشرة دراهم. لم تتم البيعة حينها ذهبت الفتاة و أبيها برفقت زمرة صالحة من تجار السوق ممن شاهدوا البيعة إلى القاضي. فرح القاضي عندما سمع القصة لأنه لم ينصف الحطاب في المرة السابقة و إستدعى التاجر و قال له إن خداعك إنقلب عليك أنت مدين لهذه الفتاة بيدك لأن الشهود قالوا أن الفتاة سألتك عندما مددت يدك إليها هل هي و العشرة دراهم ثمن لبضاعتها فأجبت بالموافقة و لا رجعت في البيع. إما أن تقطع يدك أيها المحتال أو أن تفتديها , فقال التاجر الفدية أرحم و دفع للفتاة و أبيها ألف دينار تعويضا عن الرجوع في البيع , طبعاً هذا يساوي في أيامنا هذه ثروة. قال تعالى (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ )

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح