close
Descriptive Alt Text

#ريفيوهات_موسم_الجوايز الريفيو العشرون والاخيرTHE BALLAD OF BUSTER SCRUGGS (عالم ال"كوين" العبثي) بالبحث الدقيق عن أصول افلام الاخوة "كوين"، ستجد أمامك عوالم سينمائية لا تعطي للنمطية منفڏآ لفرض السيطرة علي المجتمع ليعيش خلاله البشر بأسلوب موحد لا يمكن الإنشقاق عنه تحت مسمي "القوانين التي تضمن مثالية الفرد وتحقيقه لأهدافه بأسلم الطرق". فمن وجهة نظر ال"كوين" هناك ثغرات تعري تلك الأيديولوجيات التي تدعي الضمان الكامل لأريحية الفرد وسلامة موقفه نفسيا وإجتماعيا. وتلك التفاصيل الصغيرة مهما كانت فحواها لن يدركها سوي من يعي بخبايا الواقع الحالي وأحس بوجود شئ من العبث او نتاج من الفوضي تجاه ما يفرضه العالم من سياسات وقوانين تدعي حماية البشرية .لكن برغم ذلك كان مصير الفرد المدرك بفظاعة ما يحدث من حوله هو الدخول في دوامة من التخبط وعدم فهم لوضعه خلال المجتمع مما يحتم عليه المضي بإستقلالية تأثيرها المتلاحق مبهم للغاية سؤاء أكان بالسلب أو بالإيجاب. فما أدركه الإخوة "كوين" وقدموه في أفلامهم خصوصا في تسلسلات النهاية يعكس غياب الصحوة التي تقلب الأمور رأسا علي عقب وينتصر الموت وغيره من شرور الدنيا إنتصار ساحقآ. .لذلك كان الغرب الأمريكي منفذ ال"كوين" للتعبير عن مبتغاهم في إظهار عبثية الحياة وغياب المنطق وعدم الشروع في إحداث ثورة علي الواقع المؤلم الذي يشد الخناق علي البشر كحبال الشنق التي تستخدم وقت الحكم بالإعدام. فالغرب الامريكي بيئة صحراوية قاحلة لا تحكمها قوانين ولا تفرض علي أناسها السير علي منهاج محدد. فالفردية شعار الجميع والبقاء للأقوي فكرة تترسخ بقوة في الأذهان مما يجعل الموت مثيرآ محتومآ للكثيرين في ظل تلك الوحشية القاتلة بجانب الإنعزالية المميتة والتي تفتح ذراعيها لحياة تغيب فيها الإنسانية ويشرد فيها العقل عن محاولات إصلاح النفوس البشرية مستمرآ في محاولات التأقلم وتحقيق المبتغي الشخصي حتي لا يكون فريسة سائغة لانياب الموت الذي يطيح بالجميع ويحيط بهم إحاطة الحيوان لضحيته.ست حكايات غير مترابطين قصصيآ لكنهم متشابهين في جوانب عدة كالنطاق الزمني والمكاني للأحداث التي يتخذ من بيئة الغرب الأمريكي أساسآ لعكس وجهة نظر ال"كوين" تجاه عبثية ذلك الواقع المظلم خلال والوعي الكامل بالفوضي علي المستوي الفكري والعقائدي بجانب فقدان التواصل مع مجريات ما يحدث في العالم الخارجي. ففحوي كل قصة تحتوي قدرآ كافيآ من التفاصيل التي تسلط الضوء بما يكفي علي ما يدور بعقل الشخصيات ونظراتهم التشاؤمية التي تعكس اليأس التام من ما تم زرعه من قيم بهذا العالم وعدم جدوي تحقيق واقع ملموس يحدث إنقلابآ نوعيآ علي الأوضاع الراهنة.ربما يتخيل للبعض ان ال"كوين" اللذان يغرسا باستمتاتة تلك المفاهيم بأفلامهم ويبرزوها بكثافة في أعمالهم قادرين ولو مرة علي الخروج عن المعتاد تقديمه بأستمرار في أعمالهم الدرامية وإظهار التحول الهائل علي الصعيد الفكري والمعنوي بجانب إحتمالية إحداث نوعآ من التغيير الجذري الذي يعطي دافعآ كبيرآ للثورة علي عبثية الواقع وقسوته المفرطة مع تطور الشخصيات بالتزامن مع ما يواجهوه من مفارقات لكن يبقي الوفاء لأساسيات الفلسفة الفكرية والاستمرار في تكرار تقديمها سينمائيآ طاغيآ ويزداد وضوحا مع توالي المشاريع السينمائية ليظل ال"كوين" في إصرار علي إظهار ذلك الفشل في الوصول الي صيغة معينة للإنقلاب علي الوعي الذاتي المدرك لعدم جدوي تلك الحياة البائسة وتكون نهاية كل حكاية من الحكايات الست متشحة بالسواد كعادة أغلب نهايات أفلام ال"كوين" .برغم ذلك يبقي تميز النص السينمائي والأجواء المنفصلة لكل حكاية تعطي الفيلم مذاق خاص للإستمتاع به رغم ظلامية فكرته التي تعبر عن الرؤيا الخاصة لصانعيه.مجملآ ، سيظل ال"كوين" ظاهرة سينمائية خالدة في تاريخ هولييود بتلك النقلة النوعية في سينما الواقع والحياة بما يمتلكون من قدرة علي عكس زوايا الواقع الآليم الذي يعيشه الكثيرين و قدرة علي دمج الرؤي الفكرية الخاصة داخل شريط سينمائي خلاب يصنف ضمن الافضل العام الماضي علي مستوي جودة النص السينمائي الملم بالعديد من العناصر التي تطرح الفكرة بأسلوب فريد من نوعه يضمن الرضا الذاتي الطامح لقضاء وقت ممتع في مشاهدة عمل سينمائي يطرح رسالة معينة يجب تدبرها بالكامل نظرا لإنعاكسها الملحوظ علي العالم الخارجي وما به من تطورات عدة علي الصعيد الأخلاقي والإجتماعي.

close
Osama Said

#ريفيوهات_موسم_الجوايز الريفيو العشرون والاخيرTHE BALLAD OF BUSTER SCRUGGS (عالم ال"كوين" العبثي) بالبحث الدقيق عن أصول افلام الاخوة "كوين"، ستجد أمامك عوالم سينمائية لا تعطي للنمطية منفڏآ لفرض السيطرة علي المجتمع ليعيش خلاله البشر بأسلوب موحد لا يمكن الإنشقاق عنه تحت مسمي "القوانين التي تضمن مثالية الفرد وتحقيقه لأهدافه بأسلم الطرق". فمن وجهة نظر ال"كوين" هناك ثغرات تعري تلك الأيديولوجيات التي تدعي الضمان الكامل لأريحية الفرد وسلامة موقفه نفسيا وإجتماعيا. وتلك التفاصيل الصغيرة مهما كانت فحواها لن يدركها سوي من يعي بخبايا الواقع الحالي وأحس بوجود شئ من العبث او نتاج من الفوضي تجاه ما يفرضه العالم من سياسات وقوانين تدعي حماية البشرية .لكن برغم ذلك كان مصير الفرد المدرك بفظاعة ما يحدث من حوله هو الدخول في دوامة من التخبط وعدم فهم لوضعه خلال المجتمع مما يحتم عليه المضي بإستقلالية تأثيرها المتلاحق مبهم للغاية سؤاء أكان بالسلب أو بالإيجاب. فما أدركه الإخوة "كوين" وقدموه في أفلامهم خصوصا في تسلسلات النهاية يعكس غياب الصحوة التي تقلب الأمور رأسا علي عقب وينتصر الموت وغيره من شرور الدنيا إنتصار ساحقآ. .لذلك كان الغرب الأمريكي منفذ ال"كوين" للتعبير عن مبتغاهم في إظهار عبثية الحياة وغياب المنطق وعدم الشروع في إحداث ثورة علي الواقع المؤلم الذي يشد الخناق علي البشر كحبال الشنق التي تستخدم وقت الحكم بالإعدام. فالغرب الامريكي بيئة صحراوية قاحلة لا تحكمها قوانين ولا تفرض علي أناسها السير علي منهاج محدد. فالفردية شعار الجميع والبقاء للأقوي فكرة تترسخ بقوة في الأذهان مما يجعل الموت مثيرآ محتومآ للكثيرين في ظل تلك الوحشية القاتلة بجانب الإنعزالية المميتة والتي تفتح ذراعيها لحياة تغيب فيها الإنسانية ويشرد فيها العقل عن محاولات إصلاح النفوس البشرية مستمرآ في محاولات التأقلم وتحقيق المبتغي الشخصي حتي لا يكون فريسة سائغة لانياب الموت الذي يطيح بالجميع ويحيط بهم إحاطة الحيوان لضحيته.ست حكايات غير مترابطين قصصيآ لكنهم متشابهين في جوانب عدة كالنطاق الزمني والمكاني للأحداث التي يتخذ من بيئة الغرب الأمريكي أساسآ لعكس وجهة نظر ال"كوين" تجاه عبثية ذلك الواقع المظلم خلال والوعي الكامل بالفوضي علي المستوي الفكري والعقائدي بجانب فقدان التواصل مع مجريات ما يحدث في العالم الخارجي. ففحوي كل قصة تحتوي قدرآ كافيآ من التفاصيل التي تسلط الضوء بما يكفي علي ما يدور بعقل الشخصيات ونظراتهم التشاؤمية التي تعكس اليأس التام من ما تم زرعه من قيم بهذا العالم وعدم جدوي تحقيق واقع ملموس يحدث إنقلابآ نوعيآ علي الأوضاع الراهنة.ربما يتخيل للبعض ان ال"كوين" اللذان يغرسا باستمتاتة تلك المفاهيم بأفلامهم ويبرزوها بكثافة في أعمالهم قادرين ولو مرة علي الخروج عن المعتاد تقديمه بأستمرار في أعمالهم الدرامية وإظهار التحول الهائل علي الصعيد الفكري والمعنوي بجانب إحتمالية إحداث نوعآ من التغيير الجذري الذي يعطي دافعآ كبيرآ للثورة علي عبثية الواقع وقسوته المفرطة مع تطور الشخصيات بالتزامن مع ما يواجهوه من مفارقات لكن يبقي الوفاء لأساسيات الفلسفة الفكرية والاستمرار في تكرار تقديمها سينمائيآ طاغيآ ويزداد وضوحا مع توالي المشاريع السينمائية ليظل ال"كوين" في إصرار علي إظهار ذلك الفشل في الوصول الي صيغة معينة للإنقلاب علي الوعي الذاتي المدرك لعدم جدوي تلك الحياة البائسة وتكون نهاية كل حكاية من الحكايات الست متشحة بالسواد كعادة أغلب نهايات أفلام ال"كوين" .برغم ذلك يبقي تميز النص السينمائي والأجواء المنفصلة لكل حكاية تعطي الفيلم مذاق خاص للإستمتاع به رغم ظلامية فكرته التي تعبر عن الرؤيا الخاصة لصانعيه.مجملآ ، سيظل ال"كوين" ظاهرة سينمائية خالدة في تاريخ هولييود بتلك النقلة النوعية في سينما الواقع والحياة بما يمتلكون من قدرة علي عكس زوايا الواقع الآليم الذي يعيشه الكثيرين و قدرة علي دمج الرؤي الفكرية الخاصة داخل شريط سينمائي خلاب يصنف ضمن الافضل العام الماضي علي مستوي جودة النص السينمائي الملم بالعديد من العناصر التي تطرح الفكرة بأسلوب فريد من نوعه يضمن الرضا الذاتي الطامح لقضاء وقت ممتع في مشاهدة عمل سينمائي يطرح رسالة معينة يجب تدبرها بالكامل نظرا لإنعاكسها الملحوظ علي العالم الخارجي وما به من تطورات عدة علي الصعيد الأخلاقي والإجتماعي.

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح