close

استشارات نفسية كثرة تفكيري في مشكلات أهلي تؤثر على حياتيالسؤال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاةٌ متزوجةٌ ، انتقلتُ مع زوجي إلى مدينة بعيدةٍ عن أهلي ، وقد كنتُ أنا السندَ والعونَ لهم ، أُحاول تثبيتهم ومساندتهم ، وأن أكون مصدرَ الطاقة الإيجابية لهم ، كما كنتُ أقوم بدور الأم لمدة! أحمل همَّهم ، ويشغلني التفكير فيهم ، وأخاف كثيرًا على والدتي ووالدي وإخوتي بشكلٍ مبالَغٍ فيه ، وأي مشكلةٍ ولو كانتْ يسيرةً تواجههم أكون منهارةً في منزلي وأبكي ؛ مما يُؤَثِّر عليَّ فترةً طويلةً إلى أن تُحَلَّ مشكلتهم!المشكلةُ الكبرى أن هذا يؤثِّر على ابني وزوجي وبيتي ، مع أنَّ أي مشكلة أخرى تواجهني شخصيًّا أكون قويةً جدًّا أمامها، وأتصرف معها وأحلها، لكن إذا تعلَّق الموضوع بأهلي ؛ فإني أتعب تعبًا نفسيًّا شديدًا، وأشعر بأنَّ الحياة كئيبةٌ جدًّا ، وأشعُر بالعجز. أرجو أن ترشدوني وتوجِّهوني للصواب ، وجزاكم الله خيرًا.📑 #الجواب : الحمدُ لله ، وبه نستعينبدايةً أشكر ثقتك ، وطلبك للاستشارة.عزيزتي ، هل تتوقعين أن كلَّ مَن تزوَّجَتْ وابتعدتْ عن أهلِها ليستْ مثلك تشتاق لهم وتخاف عليهم؟! هذا حالُ الكلِّ ، ولأنك - كما قلتِ - كنت ممن يصبّر أهلك ويُساندهم ، فإنك تشعرين بالحزن أكثر عليهم ، وترغبين في مساعدتهم وأنت بعيدة.السؤال الذي أريدكِ أن تسأليه لنفسك : ماذا يُقَدِّم لهم حزني عليهم؟ وماذا يُقَدِّم لي؟ هل يُسعدهم هذا الحزنُ؟ أليس هذا هو حال الدنيا ؛ اللقاء والفراق؟ تذكَّري نِعَمَ الله عليك ، وأن أهلك على قَيْد الحياة ، وتذكَّري حقوقَ زوجك وابنك ، وكيف يُعَطِّلك هذا الحزنُ على أهلك عن حقوقهم!حاولي مُساندة أهلك مِن بعيدٍ ، ولا تلومي نفسَك ؛ فهذا أولًا وأخيرًا أمرُ الله - عز وجل - ومهما كان فَثِقي بأنَّ الله يختار لعبده المؤمن دائمًا الخير ، وهي فرصةٌ أن يتدرَّبوا على حلِّ مشاكلهم ، ومساندة بعضهم البعض بدونك ، أو بتوجيهاتٍ بسيطة منك. عزيزتي ، لن نظلَّ أحياء لمن هم حولنا دائمًا ؛ لذلك لنُعَوِّدهم على الاعتماد على أنفسِهم أكثر ، وربما يكون لديك تضخيمٌ للأمور لأنك بعيدةٌ، وهذا ما يحدُث للكثير، فالأمرُ سهلٌ عليهم ، ولكن أنتِ تعطينه أكثر مِن حجمه ، وهذا واردٌ. غاليتي ، أخشى أن يأتي يومٌ تندمين فيه على أنك أَضَعْتِ حياتك بالحزن ، وعدم الإنجاز والالتفات إلى الابن والزوج ، فتداركي الأمرَ قبل فواته، واشغَلي نفسَك بالقراءة والاطِّلاع ، وكوِّني علاقاتٍ إيجابيةً مع الآخرين في المنطقة التي تعيشين فيها؛ لأنَّ ذلك سيشغل وقت فراغك ، ولن يبقى لديك وقتٌ للحزن والتفكير.كما أنَّ مِن أهم ما يعين على التخلُّص مِن هذا الأمر : ترْكَ التفكير فيه ، وقطعَه كلما بدأ ، وعدمَ الاسترسال مع الأفكار.وأخيرًا أوصيك بألا تنظري لمن هم أحسن منك ، وتفتحي بابًا للمقارنة مع الآخرين. وذِكْرُ الله يصَفِّي الذهنَ ، ويريحُ النفس، فعوِّدي لسانك وقلبك على الانشغال به ، فمع الاستغفار الفرَجُ ، وبالدعاء تحفظين أهلَك وتساندينهم في مشكلاتهم ؛ لأن الله هو أرحم بهم منك ، وأعلم بما يصلح لهم منك ، فادعي الله دائمًا لهم

close
شيماء المصري

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح