close

«وإنه لجدير بالاهتمام أن نسأل لماذا فقد عصرنا مفهوم الحياة بوصفها فنًّا. إذ يبدو أن إنسان الحداثة يعتقد أن القراءة والكتابة فنانِ يجب تعلمهما، وأن يغدو مهندسا معماريا أو عاملا ماهرا، من الأمور التي تستوجب دراسة غير قليلة، ولكن العيش هو أمر من البساطة إلى حد أنه لا يتطلب مجهودا خاصا لتعلم كيفية القيام به. وتماما لأن كل شخص «يعيش» بطريقة ما، تعد الحياة أمرا يُعطَى فيه كل امرئ الصلاحية بأنه خبير. ولكن ليس بسبب أن الإنسان قد سيطر على فن العيش إلى هذا الحد قد فقد الإحساس بصعوبته. فمن الواضح أن ما يسود من الافتقار إلى الفرح الحقيقي والسعادة الحقيقة في سيرورة العيش تستبعد تفسيرا كهذا.والمجتمع الحديث على الرغم من كل التأكيد الذي يصبه على السعادة والفردية والمصلحة الذاتية، قد علَّم الإنسان أن يعتقد أنه ليست السعادة (أو إذا أردنا أن نستخدم مصطلحا لاهوتيا، ليس خلاصه) هي غاية الحياة، بل تحقيق واجبه في العمل أو نجاحه.وقد أصبح المال والجاه والسلطة حوافزه وغاياته. وهو يعمل تحت وهم أن أعماله تنفع مصلحته الذاتية، برغم أنه يخدم كل شيء سوى مصالح ذاته الحقيقية. وكل شيء مهم بالنسبة إليه باستثناء حياته وفن العيش. وهو من أجل كل شيء إلا من أجل ذاته».«وباختصار، فإن الخير في فلسفة الأخلاق الإنسانية هو توكيد الحياة، وكشف قدرات الإنسان. والفضيلة هي المسؤولية عن وجوده. والشر هو شلل قدرات الإنسان. والرذيلة هي عدم مسؤولية المرء عن ذاته». #إريك_فروم #الإنسان_من_أجل_ذاته

close
غادة أحمد

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح