close

«يمكن تمييز فلسفة الأخلاق التسلطية من فلسفة الأخلاق الإنسانية بمقياسين، أحدهما شكلي، والآخر مادي. فمن الناحية الشكلية تُنكر فلسفة الأخلاق التسلطية قدرة الإنسان على معرفة الخير والشر؛ ومانح المعيار هو على الدوام سلطة تتجاوز الفرد. ولا يتأسس نظام كهذا على العقل والمعرفة بل على مهابة السلطة وشعور التابع بالضعف والاتكال؛ وينجم التسليم للسلطة بصنع القرار عن قدرتها السحرية، فقراراتها لا يمكن ولا يجوز أن تناقَش.وماديا، أو مضمونيا، تجيب فلسفة الأخلاق التسلطية عن سؤال ما هو جيد أو رديء، وفي المقام الأول على أساس مصالح السلطة، لا مصالح التابع؛ وهي استغلالية، على الرغم من أن التابع قد يستمد منها الفوائد الكبيرة، النفسية أو المادية».«ومن الواضح أن الجانبين الشكلي والمادي متلازمان في فلسفة الأخلاق التسلطية. وإذا لم تكن السلطة راغبة في أن تستغل الرعية، فلن تحتاج إلى الحكم بفضل الرهبة والخضوع الانفعالي؛ وهي تستطيع أن تشجع الحكم العقلي والنقد فتخاطر بذلك بأن يُكتشف أنها تفتقر إلى الكفاءة.ولكن السلطة، لأن مصالحها تكون في خطر، تسن أن الطاعة هي الفضيلة الكبرى وأن التمرد هو الإثم الأكبر». #إريك_فروم #الإنسان_من_أجل_ذاته

close
غادة أحمد

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح