close

تضاربت آراؤنا ذات يوم حول الشّغف، قالت: «إن شغف القراءة يعفي السّائح من وعثاء السّفر وتكاليفه، فلا ذهابٌ ولا إياب، كتابٌ من أدب الرّحلات، يسيح جالسًا في غرفة مغلقة».وحتّى يكون الرّد بليغًا، انتظرتُ أسبوعًا، لأبعثه مرفقًا بصورة من تذكرة السّفر: «عزيزتي، إن القارئ الشّغوف إذا تصفّح مكانًا في سطورٍ، دفعه شغف القراءة إلى السّياحة وإن لم يكن سائحًا، ولهذا قررتُ أن أزور المكان الذي كان عنوان مقالكِ في الآونة الأخيرة».لمّا زرتُ المكان وسحتُ في أرجائه، وجدتُه تمامًا كما وصفتْه، غير أن القراءة كانت أمتع بكثير من الزّيارة، ولا يعني هذا أنّي بدّلتُ رأيي، ولكنّي أدركتُ أنّها استثناء، أديبة تعيد خلق الشيء من حرفٍ بصورة أجمل، حتّى طعامي المفضّل لمّا وضعتْه في نصٍّ، وجدتُ قراءته أشهى من تناوله.

close
روائع الأدب العربي
محمد الصناعي  • 

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح