علمتني الحياة1. أن لا تُنسيني لحظات القهر، لحظات الجبر.. هو القاهر فوق عباده.. لم يقهرك على يدِ من تحب إلا ليكون جبرك من حيث لا تحتسب.. فتتفكك بداخلك العوالق.. وتتحرر2. أن أتذكر أن الألم مخاض مؤلم لتزكية النفوس فتتخلى قبل أن تتحلى.. فإذا تحلت ذاقت جنة الفردوس في صدرها وأأتتها الدنيا راغمة..3. أن نظرتي للحياة على تردد "حسن الظن بالله" يجعل الصعب يسيرا.. والمُر حلوا.. وتتغير بها الموازين.. وأنه ما أصابني من سيئة فهو من نفسي.. فإذا فتشت في قلبي وعقلي وجدتني وقد وقرت في قلبي توقع الشر.. وكما قال سيدنا على بن أبي طالب، كل متوقع آت4. أن الألم إن لم نتقبله تحول من تزكية للنفس، لسواد بها.. لك وقت طويل يا حبيب تتألم وتتوجع.. ثم تتقبل وتُرضي نفسك أن رب الخير لن يأتي إلا بخير.. ولكن إياك والمعاناة.. ولن تقع في دوامتها إلا حين تنسى في مرة فيقع في قلبك نكتة سوداء تُسمى "أنا خير منه" وهى أصل كل الفجور5. أن العالم الداخلي ملاذ.. وبه قوانين تحكم العالم الخارجي.. وأنه حين تبدأ الأحداث من الخارج واستقبلها داخلي دون تمهيد.. حينها انذار بالألم... كل شىء يبدأ من داخلك.. تسلم زمام أمرك ودعك من الأحداث تنصلح تباعا6. أن لا ضرورة أن تتذوق ثمرة عملك.. أنك ستنسى وتضعف وتتسابقك الأحداث وتبعدك عن ذاتك.. وعلامة كل هذا شتات أمرك.. قف وتأمل.. انعزل.. وابتعد عن الصورة.. ستراها مكتملة دون شوشرة دواخلك.. حينها ستبصر.. والبصيرة هى حكمة المؤمن.. فأغتنمها ولا تتشابك مع الأحداث7. أن القبول والحب يصنعنان المعجزات... كلما واجهت صعوبات ففتش عن الرفض بداخلك.. فمنه تأتي كل الويلات8. إذا تكرر الألم من مثير محدد... تأكد أن الأمر كله في عقلك الباطن يتجسد في هيئة ملموسة لتستطيع تحريره منك... فاغتنم الفرصة وافهم أنه جزء منك يحتاج قبول بوجود ظله بداخلك.. ثم ينقشع الظل حين تسلط عليه النور.. وما نورك إلا بتمكين تقواك وتسليمك.. أحتوي السيئة بالحسنة... تتبدد.. فتتحرر9. أن الفقد إشارة على محطة جديدة للنضوج ولاكتشاف دواخلك أكثر.. مساحات جديدة بداخلك تحتاح للترميم.. تحتاج لكى تخفض فيها أعلام البشر وتُعلي فيها علم رب العالمين... لقد انتهت محطة التزكية بالفقد.. وهنيئا لمن أرتقى في الحياة بقلب قد سلمه بتعمله الدرس وليس ببكاؤه على اللبن المسكوب.. وتعسا لمن جلس بجوار الأطلال يبكي.. تعطل بمعاناته عن التأهل للمحطة القادمة وحمل معه فواتيره القديمة فسجنته في ظلام بداخله.. وكانت النتجية أنه أكمل طريقه في الدنيا أعمى...{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} #القلب_السليم #ريهام_حلمي