‏كان الحج ياسين يمشي الهوينا مع حفيده المتبقي نادر ذو السبع سنوات بجوار الشاطئ بعد ان قضى العدوان على اسرتهم بالكامل . . استشهد ابو نادر وامه وجدته واثنان من اعمامه وثلاثة من اشقاءه بعد غارة قصفت منزلهم ودمرته تماماً فيما كان الحج ياسين وحفيده نادر الوحيدان خارج المنزل لهذا كانا الناجيان الوحيدان من العائلة . . يهز نادر راحة يد جده اليمنى الممسكة بيده ويقول له : يا حجي فينا نرتاح من المشي .يلتفت جده تجاهه ويجيبه : صرنا اقرب يا جدو .ويشير بسبابة تجاه مظلات المساعدات التي تنزل من السماء باتجاه الشاطئ فوق رؤوسهم .يطلب الحج ياسين من حبيبها ان ينتظره في ربوه منخفضة فيما يذهب ليلتحق بمئات المواطنين الذين يسارعون بانتظار المساعدات .بعد يومين يمر اب وطفلته بجوار ربوة منخفضة يشاهدان طفل تبدوا عليه اثار الجوع حد الموت: شو ابني ايش مخليك هون . . اجابره بصوت واهن : منتظر حجي نادر منذ يومين لا يزال على ذات الربوه ينتظر جده الذي توفي غرقاً اثر تدافع الجموع المحتشدة لمساعدات الانزال الجوي التي قتلت جد الطفل نادر بطريقة القتل الاكثر حداثة والاسوأ مهانة .