close

لا أريد أن أعود، إنني أعيش ما تبقى من حياتي برغبة أن أذهب فقط، أذهب ولا أعود، مهما كانت خطورة الطريق أمامي لا تُجبرني على العودة، لقد كلفني الوراء ما يكفي ليجعلني أخرجه من جميع الاحتمالات التي يمكنني النظر إليها، والأخذ بها عند الحاجة، تركت العديد من الأشياء الجميلة خلفي مراراً ومضيت، كنتُ أعي جيداً بأنني سأدفع ضريبة أي قرار أتخذه، وهذه منها، وتعبي أحدها، أسمع هتافات أحدهم خلفي، يلح علي في العودة، إنها لا تغادرني أبدا، لكنني لا أستطيع أن ألتفت، ولا أستطيع أن أسيطر على نفسي عند مواجهتي لإغراء أي باب ينفتح أمامي، حتى الباب الذي فتح من أجل أن أغادر، لم أرفضه، لا أستطيع أن أعود، أدرك فداحة الأمر جيداً، وأعلم ما هو أسوأ من المغادرة وأفعله، إنني لا أُغلق الأبواب خلفي، أتركها مشرعة لتلاحقني ذكرياتها وأصحابها، وذلك أمر لا أستطيع السيطرة عليه، لا أستطيع أن أعود، لكن حتى إن توقفت لأجل الذين عادوا بعد غيبتهم أيضاً لن يجدي ذلك، لقد قطعت مسافة طويلة، طويلة جداً، لدرجة أنه لو مشى أحد عمرًا كاملاً لن يكون بمقدوره اللحاق بي.منقول..

close
أنيسة موسى

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح