الجهل البسيط هو غياب المعلومة. مثلًا أنا نشأت في محيط وبيئة تعتبر وتعتقد عبر القرون أن النبي محمدًا رسول الله يعلم الغيب وله أحاديث عن علم الساعة وما يحدث للإمة من بعده وعالم بالطب ويُنسب له الطب النبوي. عندما تراكمت المعرفة وقرأت القرآن والتأريخ بعلمية نقدية وجدت أن كل هذه الأشياء اكاذيب يدحضها القرآن بصراحة. إذًا الجهل البسيط هو غياب المعلومة وحين يعلم الفرد المعلومة الصحيحة تتغير الفكرة السابقة فيحصل تراكم معرفي وفق ثوابت من مصدر الدين أو المعرفة بمصدر الدين وربطه بالواقع. الجهل البسيط هو مصطلح يعني أن الفرد قد تعلّم شيئًا لم يكن يعلم من قبل وثبت لديه بالدليل ما كان يجهل من قبل. قبول التغير وفق التراكم المعرفي هو تعريف الجهل البسيط. الجهل المركّب هو عدم قدرة الفرد على معرفة أنه جاهل بما يجهل حتى لو علم المعلومة التي تزيل الجهل عن ما كان يجهل. الجهل المركّب يعني أن الفرد لا يمتلك أدوات المعرفة ولا يعلم ذلك أو بالأحرى لا يقبل الدليل ولا يمتلك القدرة على دحض الدليل أو أثبات صحة أو خطأ الدليل. بالمختصر البسيط، في الجهل المركّب لا قيمة للدليل أو الحجة أو البرهان. الجهل المقدّس إعتقاد لا يقبل النقد أو البحث ويرفض سماع ما يتعارض مع منظومته ولا يقبل الواقع ولا يعيش في الواقع ولا يستطيع ربط الإعتقاد بالواقع وفيها يكون الحق باطلاً والباطل حقاً ومعارضة هذا الاعتقاد هو جريمة من وجهة نظر الجهل المقدس. الجهل المقدّس يعتمد على الأكثرية والأغلبية بإثبات صحة اعتقادهم حتى لو تعارض ذلك مع العقل والواقع ومصدر الدين. مثلًا الإعتقاد أن هناك الاعور الدجال أو الحجر الاسود أو رمي الشيطان بحجر أو الختان أو أن كلمة آمين من ثوابت الدين هو من الجهل المقدّس ولا يمكن نقد تلك الثوابت في ذهن العقل المقدّس. لا يختلف الصنم هُبل عن الحجر الأسود لكن الجهل المقدّس يرفض هُبل ويقبل الحجر الأسود، لأن التفريق بين الصنم أو الوثن أو الحجر الأسود لا يعتمد على العقلانية أو الدليل أو مصدر الدين بل لأن الجهل المقدّس يعتمد على النشأة فقط ولا يقبل مواجهة النقد أو البحث أو التشكيك في إعتقاده للوصول الى حق أو باطل. بإمكان الجهل المقدّس صناعة أولياء وشركاء وأضرحة وكرامات وخرافات في أي لحظة بمجرد أن يكون هناك جمع من الناس وحالة معينة تسمح لهم بتصديق ذلك. بإمكان عقلية الجهل المقدّس تصديق ما يخالف العقل والواقع والدين إذا قالها رجل دين أو منظومة أو مؤسسة تتوائم مع إعتقاداتهم. ولد النبي مختوناً أو جاءت الملائكة وشقت قلب النبي وتم تطهيره أو صلى النبي بالأنبياء والرسل في المعراج أو قصة المعراج نفسها هي من الأمثلة التي تبيّن ذهن وتركيبة الجهل المقدّس. تركيبة الجهل المقدّس هي إلغاء مصدر المعلومة وعدم مناقشتها ورفض البحث الموضوعي في الإعتقاد نفسه. كل الإعتقادات الدينية في العالم مبنيّة على الكثرة والأغلبية لأنها تعتمد على النشأة والمحيط، فلا يوجد إختلاف جوهري بين المذاهب في الإسلام والمذاهب في اليهودية والنصرانية والهندوسية والبوذية والكل يعتمد على ثوابت محلية لا تقبل النقد والبحث ولا يمكن قبول ربط الواقع بالإعتقاد بأدوات المعرفة العقلانية.