close

... انطوان ديلافوازييه ... #قتيل_التعصب .مالذي يصنعه التعصب ، او كيف تُدار الأمور حين يكون الحكم بيد المتطرفين والمتعصبين .. إن أخطر ما يمكن ان تواجهه البشرية مسألة تمكن عمى الجهل والتعصب والتشدد ، و إهمال دور العقل بل وتجريمه ..يذكر تاريخ الثورة الفرنسية 1789 الدموي بامتياز مشاهد مختلفة ، متنوعة ، ولكنها تجتمع في انها صادمة . افرزها التشدد والعمى الفكري ، اعدامات بالمقصلة لآلاف من الابرياء , بتهم واهية ، بل مضحكة مبكية .. راح ضحيتها البسطاء والتعساء من العامة رجالا ونساء ، وايضا الساسة و الحكام و القادة ، وكانت هذه الثورة ومقاصلها تحصد ايضا رموزا من قادتها ، من امثال عرابها روبسبيير ، ودانتون وزير عدلها ، ورينيه ، وديمولان ، وجاك رينيه وغيرهم ..من هنا ظهرت الى الوجود المقولة الشهيرة " الثورة تأكل ابناءها " .. هذا الفعل الإقصائي الانتقامي الدموي تعدى ليصل الى العلماء ايضا . ومن اشهرهم انطوان لافوازييه هذا العالم الفذ الذي ابدع في الكيمياء فسمي بأبي الكيمياء المعاصرة .. انار شوارع باريس ، و اكتشف دور الاكسجين في الاحتراق وساهم في تسميته ، ووضع عناصر جديدة ، وفصل في ان الكبريت عنصر كيميائي وليس مركب كيميائي ..وله العديد من البحوث والاكتشافات المؤثرة في مسيرة المعرفة الانسانية .. مالذي حدث له مع المتشدين ، أولئك الذين ينصبون المحاكم الشعبية الغوغائية ، العاطفية العمياء .اقتيد الى المقصلة بعد ان قال القاضي في رده على من توسم اعتبارية قيمته العلمية : "إن الثورة ليست في حاجة إلى العلماء ، إنها في حاجة إلى العدالة!" ... عدالة الشارع و الفوضى والانتقام ..قال لافوازييه وهو يساق للموت : " لقد عشت حياة سعيدة ومديدة، وسوف يُوفرون عليّ متاعب الشيخوخة وأوجاعها، وسوف أخلّف ورائي علماً كثيراً ومجداً كبيراً . ما الذي ينتظره الإنسان من دنياه أكثر من هذا!"وقال ايضا : " أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك " .واجب التذكير بجرم انطوان ديلافوازييه ... انه عمله في الجباية زمن الملكية ، هذه الوظيفة تستوجب قطع رأسه بالمقصلة .تخيلوا مصير عمال الضرائب في زمننا .... !!؟ لو طبقنا نفس النفس المنتقم الأعمى ، ولنسقط ذلك على كل وظيفة أخرى .. !!؟عبر لاغرانج عالم الرياضيات المعروف والذي عاصر الاحداث و الجريمة بالمقولة الخالدة التالية : "لم يستغرق قطع رأس لافوازييه أكثر من لحظة واحدة . ولكننا ربما انتظرنا قرناً كاملاً ليجود الزمان برأسٍ مثلها!" .نعم صدق لاغرانج لان التعصب والتطرف اعمى ، مدمر وجاهل ، لا يقيم الاعتبار لكوارث الافعال التي يرتكب ، إنه أحمق ببساطة ، الجهل والتشدد والتعصب أحمق ..وهذا المرض العضال لا يقتصر على جغرافيا ، ولا شعب ، ولا دين ، ولا ثقافة ، ولا بيئة .. انه فعل بشري نابع من ظلمة النفس وغياب العقل ، بل تغييبه وتجريمه ..وانني اذ استحضر هذا الموضوع واشارككم اياه انما مقصدي التحذير منه ، لانه متمكن ايضا فينا ، وفي اعداد هائلة منا ، اليوم تشتكي المظلومية ، ولكنها مشاريع تشدد وتعصب بامتياز ، لانها تريد ان تعالج الداء بداء اشد منه . انها تكره الحكمة ، تجرم العقل .. وقيل قديما ان الطبيب هو الحكيم .. ونحن نعيش المرض ، بل الوباء ، و تجريم الحكمة هو اعدام لفرص الشفاء والتعافي المنشود . #امير

close
كيف نغير مجتمعاتنا للأفضل
أمير في غربته  • 

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح