close

ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر؛ فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرأة البيضاء، فإذا ترك الذكر صَدِى، فإذا ذُكِرَ جلاه. وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: الاستغفار والذكر، فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبا على قلبه، وصداؤه بحسب غفلته، وإذا صَدِئَ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل؛ لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صور الحقائق كما هي عليه. فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران، فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقا ولا ينكر باطلا، وهذا أعظم عقوبات القلب. وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره.• ابْـنُ الْقَيِّمِ.|📕🌿

close
أجمل ماقرأت
هايدي مصطفى  • 

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح