أخْشَى أن يَكُونَ لَفْظُ المَوتِ قد فُرِّغَ مِن مَعْنَاه فإنَّنا نَراهُ، ونُعَالِجُهُ، ونُزَاوِلُهُ، وَنَشْقَى بِهِ، ونَأسى لَهُ، ونَحْزَنُ لِأجْلِ وُقُوعِهِ على مَن نُحِبُّ، ولَكِنَّهُ لا يُلامِسُ قُلُوبَنا، فَضْلًا عن أن يَكُون مُؤَثِّرًا فيها تأثِيرًا ظاهِرًا؛ لأنَّ الإنْسَانَ الذي يُوقِنُ بِالموتِ يَقِينًا صادِقًا لا بُدَّ أن يَعْمَلَ عَمَلَ مَن سَيَمُوتُ، والذي يَعْمَلُ عَمَلَ مَن سَيَمُوتُ فإنَّهُ لا يَنْظُرُ إلى مَتَاعِ الحَيَاةِ الدُّنيا إلَّا نَظْرَةَ العَابِرِ يَمُرُّ بِسَبيلٍ يَعْلَمُ أنَّهُ سَيَمُرُّ بِهِ لا مَحَالَةَ مُتَجَاوِزًا إيَّاهُ، إلى حيثُ مُسْتَقَرُّهُ وإلى حَيْثُ مُسْتَودَعُهُ.
لا توجد تعليقات حتى الآن!
كن أول من يعلق على هذا المنشور