◾◾حكى الريّاش قال : كُنّا عند الأصمعي فوقف عليه أعرابي فقال : أأنت الأصمعي ؟ فقال : نعم فقال الأعرابي : أنت أعلم الحضر بكلام العرب ؟ فقال الأصمعي : كذلك يزعمون فقال الأعرابي : مامعنى قول الشاعر : وما ذاك إلا الديك شاربٌ خمرةٍنديمُ غُرابٍ لا يملّ الخوابيافلما استقل الصبحُ نادى بصوتهِألا يا غُراب هل رددتَ رِدائيا ؟فقال الأصمعي : إنّ العرب كانت تزعم أن الديك في ذلك الزمان الأول كان ذا جناحٍ يطير به في الجو ، وأنّ الغُراب كان ذا جناحٍ لا يطير به، وأنهما تنادما ذات ليلة في حانة يشربان ، فنفد شرابُهمافقال الغُراب للديك : لو أعرتني جناحك لآتيتك بشرابٍ ، فأعاره جناحه، فطار الغُراب ولم يرجع ، فلذلك زعموا أنّ الديك إنما يصيح عند الفجر كل يوم ندماً وإستدعاءً لجناحه من الغُرابفضحك الأعرابي وقال : ما أنت إلاّ شيطان ! ㅤ ㅤ
لا توجد تعليقات حتى الآن!
كن أول من يعلق على هذا المنشور