close

💎الحديث التاسعَ عشرَ:عن الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنه: أنه أَهْدَى لرسول الله ﷺ صيداً، فردَّه النبي ﷺ عليه ولم يَقْبَلْه منه، فحَزِنَ الصَّعْبُ بنُ جثَّامةَ من ذلك، فلمَّا رأى النبيُّ ﷺ ما في وجهه من الحُزْن، قال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ». متفق عليه.الشرح:كان الصحابة الكِرامُ يُحبُّون أن يُتحِفوا رسولَ اللهِ ﷺ بالهدايا، وكان من عادة النبيِّ ﷺ أنَّه يَقبل الهدايا ويُثِيبُ عليها.وفي رحلة الحج، جاء إلى النبيِّ ﷺ رجلٌ اسمُه الصَّعْبُ بنُ جَثَّامةَ، وكان معه صيدٌ قد صاده لرسول الله ﷺ ليأكل منه، فلم يقبل النبيُّ ﷺ تلك الهديةَ؛ لأنه مُحْرِمٌ، والصيدُ من محظورات الإحرام.فلمَّا رَدَّ النبيُّ ﷺ هديةَ الرجلِ، حَزِنَ الرجلُ وتأثَّرَ، فبادَرَ النبيُّ إلى ذِكْر العُذْرِ وبيان السبب، وقال -كما في الصحيحين-: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أنَّا حُرُمٌ». فقرَّتْ بذلك عينُ الرجلِ، وأخذ يحدِّثُ بهذا الخبرِ أصحابَه وتلاميذَه.ومن هذا نستفيد: أهمية المبادرة إلى تَبْيِينِ الأسباب وبيان الأعذار؛ لنقطع الطريق على الشيطان، عملاً بقول الله تعالى: ﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا﴾ [الإسراء: 53].وقد أورد الإمام النووي هذا الحديث: حديث الصعب بن جثَّامة، في باب حُسْن الخُلُق من كتاب «رياض الصالحين»؛ ليُبيِّنَ أن جَبْرَ الخواطرِ وتَطْيِيبَ النُّفوسِ وبيان الأعذار، من محاسن الأخلاق.

close

اللهم صل وبارك وعظم على حبيبنا وقرة عيوننا وتاج رؤوسنا سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم 🌹🌹

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح