باز
صحيح البخاري ومسلم

صحيح البخاري ومسلم

ساعدونا للنشر الأحاديث الصحيحة للإمامين البخاري ومسلم رحمهم الله كصدقة جارية لي ولكم ولوالدينا وللمسلمين جميعا.

8
المتابعون
6
يتابع

💎الحديث العشرون:عن حذيفة بن اليَمَانِ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ». متفق عليه.الشرح:هذا الحديث يُحذِّرُنا من خُلُقٍ ذميم، وذنبٍ عظيم يُعَدُّ من كبائر الذنوب، ألَا وهو النميمة.والقتَّات: هو النَّمَّام، وقد أخبر النبيُّ ﷺ أن القَتّات (النَّمَّام) لا يدخل الجنَّة.والنميمة: هي نقلُ الكلامِ بين الناس على وجه الإفساد بينهم، وهذا سببٌ من أسباب حصولِ المشكلاتِ والنزاعات والعداوات.فيجب على كل مسلمٍ ومسلمة، أنْ يَحْذَرَ من النميمة أشَدَّ الحذر، وأنْ يُحَذِّر منها؛ لأنَّها سببٌ من أسباب الحِرْمان من الجَنّة، وسببٌ من أسباب عذاب القبر، نعوذ بالله من ذلك.

💎الحديث التاسعَ عشرَ:عن الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنه: أنه أَهْدَى لرسول الله ﷺ صيداً، فردَّه النبي ﷺ عليه ولم يَقْبَلْه منه، فحَزِنَ الصَّعْبُ بنُ جثَّامةَ من ذلك، فلمَّا رأى النبيُّ ﷺ ما في وجهه من الحُزْن، قال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ». متفق عليه.الشرح:كان الصحابة الكِرامُ يُحبُّون أن يُتحِفوا رسولَ اللهِ ﷺ بالهدايا، وكان من عادة النبيِّ ﷺ أنَّه يَقبل الهدايا ويُثِيبُ عليها.وفي رحلة الحج، جاء إلى النبيِّ ﷺ رجلٌ اسمُه الصَّعْبُ بنُ جَثَّامةَ، وكان معه صيدٌ قد صاده لرسول الله ﷺ ليأكل منه، فلم يقبل النبيُّ ﷺ تلك الهديةَ؛ لأنه مُحْرِمٌ، والصيدُ من محظورات الإحرام.فلمَّا رَدَّ النبيُّ ﷺ هديةَ الرجلِ، حَزِنَ الرجلُ وتأثَّرَ، فبادَرَ النبيُّ إلى ذِكْر العُذْرِ وبيان السبب، وقال -كما في الصحيحين-: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أنَّا حُرُمٌ». فقرَّتْ بذلك عينُ الرجلِ، وأخذ يحدِّثُ بهذا الخبرِ أصحابَه وتلاميذَه.ومن هذا نستفيد: أهمية المبادرة إلى تَبْيِينِ الأسباب وبيان الأعذار؛ لنقطع الطريق على الشيطان، عملاً بقول الله تعالى: ﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا﴾ [الإسراء: 53].وقد أورد الإمام النووي هذا الحديث: حديث الصعب بن جثَّامة، في باب حُسْن الخُلُق من كتاب «رياض الصالحين»؛ ليُبيِّنَ أن جَبْرَ الخواطرِ وتَطْيِيبَ النُّفوسِ وبيان الأعذار، من محاسن الأخلاق.

💎الحديث الثامنَ عشرَ:عن أبي سعيدٍ الخُدْري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَنْظُرِ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ». رواه مسلم.الشرح:هذا الحديث يدلّ على أمرٍ مهمّ جداً يجب علينا أن نَعْلَمه وأن نعمل به.فالإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة، له عورة يجب عليه أنْ يسترها، ويجب على غيره أنْ يَغُضَّ البصر عنها.وعورةُ الرجلِ مع الرجل، وكذلك المرأة مع المرأة، من السرّة إلى الركبة، لا يجوز للإنسان كشفُها، ولا يجوز لغيره النظرُ إليها، ولا لمسها.إذا علِمنا ذلك، وجب علينا أن نحفظ عوراتِنا، وأن نسترها؛ لكي لا يراها الناس، وألَّا نتساهلَ في ذلك أبداً، لا بالنظر ولا باللمس، وأن نَعْلَمَ أنَّ هذا الأمرَ لا يَصلُحُ فيه التسامحُ والتَّساهل والمزاحُ بأيِّ حالٍ من الأحوال.

💎الحديث السابعَ عشرَ:عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ». رواه مسلم.الشرح:هذا الحديث يَحُثُّنا على أمرٍ في غاية الأهمية: ألَا وهو أن نكونَ متحابِّينَ فيما بيننا.فالنبيُّ ﷺ يُخبِرُنا بأنَّنا لن ندخل الجنَّةَ حتى نكون مؤمنين، وأنَّنا لا نكون مؤمنين حقّاً حتى يُحِبَّ بعضُنا بعضاً.ولكي نكون متحابِّين فيما بيننا، هناك أمرٌ سهلٌ يسير، إذا فعلناه عمَّت المحبَّةُ فيما بيننا.هذا الأمر السهل اليسير: هو إفشاءُ السلامِ، وإفشاءُ السلامِ هو نَشْرُه وإذاعتُه.فَعَلِمْنا من هذا الحديث: أنَّ السلام بين المسلمين سببٌ لحصول المحبَّةِ بينهم، وأنَّ حصولَ المحبَّةِ سببٌ لزيادة الإيمان، وزيادةُ الإيمانِ سببٌ لدخول الجنَّةِ.وأفضل أنواع السلام: أن يقول الإنسان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.وأفضل أنواع الرد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.فإن قال الإنسان: السلام عليكم ورحمة الله، أو قال: السلام عليكم فقط، فهذا كافٍ إن شاء الله، لكنَّ السلام الكاملَ أفضلُ، وهو قول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.فينبغي على المسلم أن يحرِصَ على إفشاء السلام، وأن يهتمَّ به، ولا يخجل منه، فهو سببٌ للأجر، وسببٌ لزيادة الإيمان، وسببٌ لدخول الجنَّة.

💎الحديث السادسَ عشرَ: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ، وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ». متفق عليه.الشرح:الإنسان في هذه الدنيا مُعَرَّضٌ للمتاعب والمصاعب، والهموم والأحزان. وفي هذا الحديث يُخبِرُنا النبيُّ ﷺ بأمرٍ عظيمٍ، ينبغي أن نتذكَّرَه في كلِّ أحوالنا؛ فإنَّه أمرٌ يَسُرُّ القلبَ ويجلبُ الاطمئنانَ.هذا الأمرُ هو أنَّ الإنسان لا يحصل له نَصَبٌ (وهو التَعَب)، ولا وَصَبٌ (وهو المرض)، ولا هَمٌّ ولا غمٌّ ولا حَزَن ولا أذًى، إلَّا كفَّر الله بها من خطاياه، فتكون هذه المصائبُ سبباً لمغفرة الذنوب ومَحْوِها وإزالتها، فيخرج الإنسان من المصيبة وهو طاهرٌ من ذنوبه وخطاياه، قريبٌ من ربِّه ومولاه.وفي قوله ﷺ: «حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا» دليلٌ على أنَّ الأذى الذي يُصيب الإنسانَ يكون كفَّارةً له، حتى لو كان أذًى يسيراً كأذى الشوكة.إذا عَلِمَ الإنسان ذلك، فلْيفرح بفضل الله، وليحرِص على أن يكون دائمَ الصبرِ والاحتسابِ والرِّضا عن الله، فمَن رَضِيَ عن الله، رضي الله عنه وأرضاه، وأكرمه ونَعَّمَهُ وأعطاه.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح