#سلفي حين نقف أمام مرآة مصقولة، نرى صورة لأنفسنا يصفها الفيزيائيون بأنها معكوسة جانبيًا و’وهمية’.تختار لحظة من يومك الطويل بعناية وتمد ذراعك، تبتسم وتتأكد من التماع بياض أسنانك وأناقة مظهرك الكاملة وتحرص على أن تكون نجم الصورة ووجهها المشرق، تلتقط صورة لك بنفسك وتشارك مع الآخرين لحظة وهمٍ من ركام الحياة من خلفك، فكل ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل!تسقط المرآة المصقولة فجأة من يدك، دون أن يدفعك أحدٌ تعبيرًا عن غيظه أو حتى لأنه أراد فققط أن يكسر روح السعادة في قلبك أو أي سبب آخر... تسقط هكذا دون مؤامرت ولا سبب واضح..تتناثر إلى قطع صغيرة حادة في كل مكان، تنظر إليها فإذا كمال الصورة الواهمة يتشرذم إلى عينٍ عادية، الشامة التي اختارت مكانًا لها أسفل فمك إلى اليمين قليلًا بدت نقطة سوداء لا معنى لها، وشعرات تبدو شاذة عن انتظام حاجبك الأيسر بدت لك الآن أكثر وضوحًا! وجدت نفسك فجأة متبعثرًا في كل مكان، ونعم دون مؤامرة كونية- فستكتشف لاحقًا أن الجميع أسقط مرآته في اللحظة نفسها!والآن، لنجمع المرآة ثانيةً علينا أن نتوخى أقصى درجات الحذر، فهذه القطع الصغيرة أطرافها حادة، ولا تتوانى من أن تجد بلورة زجاج صغيرة ملاذًا لها في إصبعك، وتترك ألمًا مثل يروح ويجيء مثل ضربات مطرقة..أو حتى تكتفي بإسالة دمك الأحمر القاني لتُفزعك.. وإذا ما رأيت طفلك يقترب راكضًا نحوك، دون تفكير ستصرخ طالبًا منه أن يبتعد، فإن أدنى سوء يصيبه من شأنه أن يدمي قلبك ولن تكف عن لوم نفسك، فهذه مرآتك وووجهك المتبعثر على الأرض. هل تستطيع تخيّل انطباع صورة عينك في ذهن طفلك وهي تدمي قدمه الغضّة؟! هذه الفكرة لا تُحتمل! إذًا، لا بد أن تلم قطع الزجاج وحدك دون مساعدة أحد.قد لا تستطيع أن تُعيد قطع الزجاج إلى شكلها الأول، سواءً كانت مرآة مربعة، أو مستطيلة أو حتى دائرية، فقد خسرت بعض الشظايا الصغيرة جدًا التي يمكن جمعها ثانيةً. لكن، يمكنك أن تختار لها الآن شكلًا جديدًا، أن تجمع اشكالها بطريقة مختلفة، وتترك مسافات بينها لتصنع منها شكل طائرٍ – ربما – ليذكرك كلما نظرت إليها أن لحظة انكسار المرآة، كانت لحظة تحرر روحك من وهم أدمنته وأنانية استسلمت لها! ولعلّك تدرك لاحقًا، أن صورة "السلفي" المختارة بعناية، كان ينقصها كل التفاصيل التي كنت تخجل منها! وأنك كنت بحاجة ماسة إلى أن تعيد تشكيل وعيك بذاتك وبالآخرين وتدرك أن كل هذا التعقيد’ الذي تقوم عليه الحياة من حولك، دواؤه شيءٌ من ’البساطة’.
'ما بين الإدراك والوجود'عندما تقع شجرة في غابة خالية من البشر، ترتطم بالأرض فتتخلخل جزيئات الهواء عند نقطة الاصطدام وتنتقل هذه الخلخلات أو الاهتزازات عبر الهواء بعيدًا. هذه الاهتزازات هي الصوت! فوجود كائن حي تلتقط أذنه هذا الصوت أو عدمه لا ينفي حقيقة تولّد الصوت عند سقوط الشجرة. إدراكنا الحسي للعالم من حولنا بالبصر أو السمع أو اللمس أو الشم لا يمنحها صفة الوجود ولا يحرمها منه، ولكنه يؤثر على إدراكنا للعالم من حولنا. هبّ أن قرية مأهولة بكفيفي البصر، فهل يعني عدم رؤيتهم لنور الشمس إذ تغسل الأرض من العتمة أن الشمس لا تشرق أو أن ضوء النهار ضرب من الخيال؟! ربما، قد يختلف مفهوم النهار لديهم طبقًا لمدركات حسية أخرى، فعلى سبيل المثال، يُقال أن ابن أم مكتوم حين سؤل كيف يُميز الخيط الأبيض من الأسود ليرفع أذان الإمساك، أجاب قائلًا: إني لأجد للفجر رائحة!وبالمثل، قد نسلك يوميًا طريقًا بعينه متجهين إلى أعمالنا، ولكن لا يسترعي انتباهنا سوى أشخاص محددون لأسباب لا نُحسن تفسيرها، وإذا ما غابوا افتقدناهم؛ فهم موجودون بالنسبة لنا في حين قد نكون غير موجودين بالنسبة لهم. وقِس على ذلك، العديد من الأمور التي تجعلك غائبًا للبعض وحاضرًا بالنسبة لآخرين، وإن دلّ ذلك على شيء فلربما يدل على خصوصية العالم الحسي لكل منّا والتباين في عتبة تحفيز حواسه وطبيعة تلك المحفزات، من جهة، وأهمية المدركات الحسية في تحفيزنا نحو اتخاذ أي خطوة فاعلة، من جهة أخرى.ولأن الشيء بالشيء يُذكر، ربما هناك حقيقة علينا أن ندركها لنتخذ خطوة فاعلة يومًا ما، أننا في هذه البقعة الجغرافية غير موجودين في العالم الحسي المدرك لمن يحكمنا إلّا بالقدر الذي يحفظ لهم أركان عوالمهم. #محتوى_والسلام
نتسلل عبر صفحات الأدب إلى التاريخ..ربما لنبحث عن أنفسنا بين طياته أو عن ملاذ من الأسئلة الاي تحاصرنا وتلمزنا بالعجز.. أو لنستمد شيئًا من القوة واليقين ممن حاولوا وبذلوا وتحلوا بالشجاعة لمواجهة أنفسهم وظلم الآخرين..في ظل ما يدور حاليًا طرقت ذاكرتي رواية قناديل ملك الجليل لإبراهيم نصر الله.ومع ذلك لا يضيرني أن أعترف بأني أكثر ضعفًا وجبنًا ... #كتاب_تنصح_بقراءته
نسخ الرابط