السّلام عليكَ يا صاحبي، ما ليَ أرى انكساراً في صوتكَ وحزناً في عينيكَ؟أتحسبُ أنكَ لستَ من الصالحين،لأنَّ لكَ ذنباً عجزتَ أن تتخلصَ منه؟وأنكَ تتوب ثم تعود لتقارفه،من قال لكَ أنه ليس للصالحين ذنوب؟ومن قال لكَ أنهم ليسوا في حربٍ مستعرةٍ؟تارةً مع الشيطان، وتارةً مع أنفسهم،فيربحون مرَّةً، ويُهزمون مرَّةً،كل الصالحين كذلك يا صاحبي،ولكن الله تعالى لحبّه لهم أرخى عليهم ثياب ستره! يا صاحبي، اقرأْ قول ربِّكَ:﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾أتحسبُ أنَّ كل الجهاد هو سيفٌ وترس؟إن قتالكَ لتحافظ على نقاء قلبك، هو جهاد!سيكتُب الله تعالى لكَ أجر صراعك مع الذَّنب،وحزنك بعد المعصية،ونهوضك بعد الانتكاس،واستغفارك بعد الخطيئة، كل هذا جهاد في سبيل الله،ويهديك الله بعد كل هذا إلى سواء السبيل! هذا وعد من الله، ولا أحد أوفى بالعهدِ من ربكَ! كل الناس مذنبون يا صاحبي،الصالحون والطالحون على حدِّ سواء،ولكن الصالحين يستترون ولا يُجاهرون،يستغفرون ولا يُصرِّون،ويعترفون ولا يُبررون! يا صاحبي، إن النَّدم بعد الذنب صلاح،والدمعة بعد المعصية صلاح،والاستغفار بعد الخطيئة صلاح،ما دمتَ تشعرُ بمرارة الذنب فأنتَ صالح،وما دمتَ تشعرُ بالوحشة عند ابتعادكَ عن الله، فأنتَ صالح،فالسيئون لا يشعرون بكل هذا! والسّلام لقلبكَ

كان عمر بن الخطاب يقول :إني لا أسأل الله الرزق ،فقد فرغ من قسمته ،ولكني أسأله البركه فيه .......

خرج علينا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال : " خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال : محمد ، والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عبيده ، عبد الله - تعالى - خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا ، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية ، وأخرج الله - تعالى - له عينا عذبة بعرض الأصبع تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل ، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه ، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته ، فسأل ربه - عز وجل - عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى بعثه وهو ساجد قال : ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا ، فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله - عز وجل - فيقول له الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : يا رب ، بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بل بعملي ، فيقول الله - عز وجل - للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول : أدخلوا عبدي النار قال : فيجر إلى النار فينادي : رب برحمتك أدخلني الجنة ، فيقول : ردوه فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي ، من خلقك ولم تك شيئا ؟ فيقول : أنت يا رب ، فيقول : كان ذلك من قبلك أو برحمتي ؟ فيقول : بل برحمتك . فيقول : من قواك لعبادة خمس مائة عام ؟ فيقول : أنت يا رب ، فيقول : من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة ، وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك ؟ فيقول : أنت يا رب ، فقال الله - عز وجل - : فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت يا عبدي ، فيدخله الله الجنة ، قال جبريل - عليه السلام - : إنما الأشياء برحمة الله - تعالى - يا محمد.........فنحن ألفنا النعم وطول الإلف قد يتأدى الى الإستهانه بالنعم ولكن الله لا يلغي حقيقه ما لأن عباده يغضون منها أنه يحاسبهم بها على مقدارها كله!!!

(.......أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ){ یَعۡلَمُ خَاۤىِٕنَةَ ٱلۡأَعۡیُنِ وَمَا تُخۡفِی ٱلصُّدُورُ }ياالله......حتي خائنه الأعين التي يظن الإنسان أنه وحده الذي يحسها ويعرفها ولا أحد في الوجود كله يراها أو يفهمها !!!(ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )حتى السر..... بل ما هو أخفى من السر ....الخطرات التائهه في مسارات النفس لا تصل إلى ظاهر الفكر ولا يتحرك بها اللسان للتعبير يا الله .......أنه لا ستر ولا استخفاء...

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح