هذه هي القطعة العجيبة التي نسميها (خبزًا)، خليط من أعلاف الأرانب والحمير والحمام، لا شيء جيدًا فيها سوى أنها تُحَجِّر الأمعاء، غير قابلة للحشو، ولا للكسر إلا بشد الأسنان بقوة،هذا هو اليوم الثلاثون الذي أخرج فيها صباحًا باحثًا عن الطحين فلا أجد، وأنا أبحث يرنّ في أذني كلمات رزان: "بابا، إن شاء الله اليوم حناكل خبز زي خبز زمان"، ويتهيَّأُ لي حركات عواطف وهي تضع يديها على خدودها قائلة: "يا بابا لمّا أمسك الخبز الجديد اللي هتجيبه بدي أخبيه عشان ما يخلص"، أما حيَّان فيكفيه أن يجلس في زاوية الغرفة ويضع يده على بطنه المتحجِّر! يا أهل الله، يا أبناء الإسلام، يا أبناء العروبة، نحن في الشمال لا نجد الطحين، لا نجد الرز، لا نجد شيئًا، لا تتركونا وتعالوا إلينا حتى نجد كل شيء.حمزة مصطفى - غزة #فريق_المحاربين📚
نسخ الرابط