نسخ الرابط
سعدالدين شراير
أستاذ مادة العلوم الإسلامية تخصص أصول الفقه، متقاعد في التعليم الثانوي، قارئ، وكاتب في الشأن التشريعي، والعام.
من الأعراف الدولية والديبلوماسية والسياسية تبادل الرسائل الشخصية من رؤساء وأمراء وملوك الدول والحكومات تمثيلا لشعوبهم للتهنئة، أوالتعزية، أوالاتفاقات، أوالمشاورات، أوغيرها. ومن فروعها تولي بعض زعماء الأحزاب والمنظمات هذه المبادلات. لكن أن يتجرأ فرد منعزل، لا هو زعيم، ولا شخصية كبرى مؤثرة في البلاد، هذه المهمة، وهو غير معروف، يحاكي صولة التنظيم في هيئة شخص، فهذا الذي لا يفهم، ولا يقبل، بل يزيد صاحبه استهتارا واحتقارا، وتعجبا من الآخرين، ولا أدري ما الذي يجنيه؟ رحم الله امرءً عرف قدر نفسه.
حبال الكذب قصيرة غير معمرة."الموت لأمريكا"، "أمريكا الشيطان الأكبر".حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني فضحت العلاقات الاقتصادية الشيعية مع الشيطان الأمريكي.مروحية بيل 212، المحدثة من بيل 110، لم تكن من الصناعة الإيرانية التي تبعبع بها على السنة بالخصوص.وفضحت الضعف المستور للبنية الإنقاذية المستورة، وهي التي تروج للقوة النووية القادمة.لا أظن أن الهالة النووية لبعض الدول الكبرى إلا هليمانا فقط.
نحن كأهل سنة، ورغم علمنا اليقيني بالعداء الشيعي لنا، ومؤامرات إيران الخفية علينا، إلا أننا لا نفرح ولا نحزن ولا نشمت، ولا نعزي، إلا أني أظن أن مصرع الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، إذا حدث بفعل إنساني، كخيانة داخلية، أوعمل إسرائيلي أمريكي، يضرنا من جهتين:1/ تحويل الأنظار عن غزة، ما يمكِّن إسرائيل من ارتكاب مجازر إضافية ضد إخواننا، في غياب الانتباه العالمي الرسمي والإعلامي، لأن الأعين مصوبة نحو الحدث الإيراني.2/ يمنح النظام الإيراني الفارسي الشيعي إضافة شعبية مفقودة، خاصة عند السذج من السنة.
#طوفان_الأقصى_وطعم_الدولتين. طوفان الأقصى وطعم الدولتين. يطبخ في السراديب طُعْمُ حَلِّ الدولتين المتجاورتين، يعترف بالدولة الفلسطينية على حدود تفاوضية، أو1967م، وبضغط أمريكي على دول الطوق. يتجاهل المقاومين، يفرض الأَمَرَّ من الجهاد والاستشهاد، يضيِّعُ فلسطين، إلى غيب لم يطلعنا الله عليه. قد تفلح محاولات توجيه بعض أوكثير من الفطنات الاجتماعية الغربية ثم العربية والإسلامية نحو الاستسلام الرسمي المغطى لتقنين حل الدولتين الذي: 1/ يوفر للمحتل الاستقرار المادي والاجتماعي والمعنوي والسياسي الدولي، يهيء للمستوطنين الفارين التحاما واطمئنانا أمنيا، ويزيل عنهم أزمة الوجود. 2/ يحيِّد العالم عن مشاريع توسع الاحتلال، بهدوء ميداني. 3/ يعمم مشاريع التطبيع، فتأتيه الأنظمة تباعا صاغرة خاضعة مُوَقِّعَةً بأضعف الشروط، أودونها. 4/ سنعايش لا سمح الله، الإنزال الزياراتي لجماعات وأفراد الكيان تدوس ترابها، برقصة الحورَا في معابرنا ومطاراتنا وموانئنا، نومت بغيضنا النفسي وألمنا المعنوي، لأنَّ حلَّ الدولتين يمنعنا قانونا من دفع الصائل المرحب به. 5/ يزيل مبرر المقاطعة فكريا ونفسيا عند جهلة من المسلمين. 6/ يبرز الدعوات المرجفة إلى التعايش مع كيان جاثمٍ على باقي أرضنا. 7/ يزيل الإباء العربي والإسلامي والنخوة العقدية نحو الأرض، وينسي التاريخ، ويطبع الاعتياد مع حالة الاحتلال بمسمى الدولة. 8/ ينمي فكرة "نحن لسنا ملوكا أكثر من الملك"، بعد رضى الفلسطينيين بإجماعٍ عالميٍ جديد، وستضيع بذلك الحقوق ولو لأجيال. 9/ يوفر للمجتمع السياسي الغربي مبررات التدخل في طبيعة الحاكم الفلسطيني، لتوجسه من حكم الإسلاميين المؤسسين على عقيدة الجهاد في سبيل استرجاع الأرض. 10/ يجنب المجتمع الغرب الاختلاط الاجتماعي غير المسبوق مع المستوطنين الفارين بعد شعوره بخطر الجسم الغريب، ومعاناة الفلسطينيين من عبئه مدة ست وسبعين سنة. 11/ ينشر الاحتقان والاقتتال الفلسطيني الداخلي للتباين الواضح بين أفكار فصائله. 12/ يغير موقع مفهوم الظلم والاعتداء، من محتل ظالم مغتصب، إلى مسالم معايش وديع يريد الحياة في حدود، يُغَشِّي عنا مشاريع التوسع القاضمة لتراب جديد من الشام. ومن صاحب حق في الأرض، إلى ظالم مطالب بطرد المحتل، أوعيشه تحت الحكم الفلسطيني. 13/ يطرد فلسطينيي الداخل المحتل إلى دولتهم المستقلة الموهومة، أواستئناف إقامتهم تحت حكمه مع حلِّ كل ما يتصل بالتحرير كالحركة الإسلامية الداخلية. 14/ يُحَرِّفُ علمًا تشريعيًّا إسلاميًّا في قضية التعايش، وشروطه الشرعية، وتبريرًا عُلَمَائِيًّا للوضع الجديد بضغط وترهيب وترغيب وإغراء من كل الأنظمة المحسوبة على الإسلام. 15/ يدعم مبررات الأنظمة المطبعة باستمراء الجماعات الموالية، لتوزيع صكوك الولاء والبراء وطاعة الحاكم الجديد، وتحريم الخروج عليه، والإلزام بتشريعاته، وغيرها من هراءات مزيفة للحقيقة الإسلامية، مع دعاة التحديث والتطوير المنحرف بِسَلِّ السيوف على أصولنا وقيمنا. 16/ يُعَرِّضُ مصطلح الولاء للمؤمنين للخطر، ويعتبر الاعتراض على وجود المحتل نشرا للكراهية بتحديث قوانينها العالمية، وتكبل أجيال المسلمين عن محاولات التحرر الفكري والآرائي. 17/ يعرض المقاومين إلى مطاردة عالمية بسبب عدم التدجين بالحل الجديد، وعدم اعترافهم بالدولة المشرعنة، سيتعرضون لتمعض الأنظمة الحاضنة حاليا، ليحِلَّ خروجهما من عنق الزجاجة بالوقوع بين مخالب الدولة الفارسية بحجة ثباتها على موقف كاذب في الدفاع عن فلسطين، تحت عيون الغرب والتنسيق معه، لإفراغ المحتوى الجهادي من فاعلين خطيرين على الساسة الغربيين، وتفرغهم رفقة الاحتلال للتوسع الجديد. المستوطنون متأكدون بأنهم مجرد مغتصبين، ويعانون من أزمة وجودية، وتيهان أرضي، لذلك سيكون حلّ الدولتين لطمأنة وجودهم بنهاية مبررات الصراع في نظرهم، بعد الرفض القديم لجوار دولة فلسطينية جملة وتفصيلا. إخواننا المجاهدون ليسوا غافلين عن خبثه، ولا موافقين عليه، ولا راضين به، لكن المسلم الكيس الحذر يتدبر كل المآلات الحسنة ليسير نحوها، والسيئة ليتجنبها، ويبقى الغيب لله، والأمل اليقيني فيه.
نسخ الرابط