محمد_الماغوط#
" ولذلك فإن الأمة العربية في واقع الحال، لا تشبه إلا سيارة باص ريفية هرمة موديل الأربعينات أو الخمسينات، مخلخلة الدواليب، مرقعة الإطارات، متآكلة الطلاء، مخّلعة الأبواب، ممزقة المقاعد، بلا مكابح أو اطار احتياطي، أو قطع غيار، وبلا مصابيح أمامية أو خلفية وبدون لوحة ،والسائق بدون رخصة .وركابها يتكدسون فوق بعضهم البعض على المقاعد وبينها، وعلى السطحوالرفاريف وعلى المؤخرة وغطاء المحرك ، وهم يهزجون ويمرحون ويلوحون للمارة بحرارة،وهي تترنح بهم ذات اليمين وذات الشمال على طريق جبلية وعرة بين الصخور الناتئة والوديان السحيقة نحو هاوية لا يعلم إلا الله قرارها .ومع ذلك كتب على مقدمتها ومؤخرتها وعلى جميع جوانبها :عين الحسود فيها عود ... " #محمد_الماغوط #باز_يجمعنا #باز_منصة_للكل
الماغوط_في طفولتي حاولت أن أصير #لحاماً ففشلت ..لأنني كنت آكل أكثر مما أبيع .._و حاولت أن أصير خياطاً ففشلت ..لأنني كنت أغرز الأبر في لحم الزبون أكثر ما أغرزها في ثيابه ..خاصة إذا كان تقدميّاًً.._ و حاولت أن أصير رياضياً و نجماً في كرة القدم ففشلت .. لأنني كنت أعتقد بأن هناك أشياء كثيرة يجب ركلها بالقدم ، قبل تلك الكرة المطاطية البائسة. _ و حاولت أن أصبح مطرباً شعبياً ففشلت .. إذ قالوا لي بأن حبالي الصوتية تصلح لشحن البضائع لا لشحن العواطف و الأحاسيس .. _ ثم حاولت أن أعتزل الدنيا و أصير متصوفاً أتعبد ربي ففشلت .. لأنني_لم_أكن_أملك_من_كل_الأراضي_العربية_و_لو_مساحة_جبيني_لأركع_عليها_و_أصلي. #محمد_الماغوط
" #سأخون_وطني" للكاتب #محمد_الماغوط يُسلط الضوء على الواقع المرير للإنسان العربي في ظل الاستبداد وفقدان الحرية. الماغوط ينقلنا في رحلة مؤلمة وساخرة، يمزج فيها بين الأمل واليأس، يكشف عن معاناة الفرد في وطنه، ويقدم لنا لوحة واقعية تلخص معاناة الإنسان من الظلم والفساد.الكتاب يعد شهادة فاجعة توثق مرارة حياة العرب في فترة محددة، يجسد فيها المآسي والتحديات التي يواجهها الفرد في مجتمعه. يعد الكتاب مرجعاً قيمًا يفتح نوافذ على الواقع المرير الذي يعيشه الإنسان العربي في مرحلة تاريخية معينة. #الأدب
سأخون وطنيمن الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً.من الغباء أن أضحّي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين.من الغباء أن تُثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت.من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة، لا مسببات الموت، والإنتماء كذبة أخترعها الساسة لنموت من أجلهم!لا أؤمن بالموت من أجل الوطن، الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرون.عندما يُبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم،في وطني تمتليء صدور الأبطال بالرصاص، وتمتليء بطون الخونة بالأموال، ويموت من لا يستحق الموت على يد من لايستحق الحياة... #محمد_الماغوط
نسخ الرابط