س : هل ثبت النهي عن مبيت الإنسان في المنزل وحده ، وسفره وحده؟▫️الجواب :ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن سفر الإنسان وحده ، كما في حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ ). رواه البخاري وقد أخرج الإمام أحمد في "المسند" هذا الحديث بزيادة فيها :( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْوَحْدَةِ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ ).إلا أن هذه الرواية تعدّ شاذة ، وترجح عليها رواية البخاري لسببين اثنين :١- أن رواية البخاري رواها تسعة من أصحاب عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر .كلهم يقتصر على ذكر السفر دون المبيت ، وانفرد واحد من تلاميذ عاصم بن محمد وهو عبد الواحد بن واصل بذكر النهي عن المبيت وحده. وهو وإن كان ثقة ، إلا أن رواية الثقات أرجح من روايته. ٢- ويدل عليه أن رواية أحمد مروية بالمعنى ، إذ لم يذكر الراوي لفظ النبي صلى الله عليه وسلم ، بخلاف رواية الأكثرين.والظاهر من الحديث أن النهي وارد على من يسافر في الطرق الخالية الموحشة ، أما الطرق الآهلة ، والتي يأمن فيها المرء ألا تنقطع به السبيل ، ولا يعدم معينًا ولا أنيسًا ، فلا يرد الكراهة ولا النهي عنه ، ومثله السفر في أيامنا هذه في الطائرات أو السفن أو الحافلات ، لأن من فيها كلها يعتبرون رفقة ، فلم يتحقق وصف الوحدة المنهي عنه.وأما مبيت الإنسان وحده للحاجة فلا كراهة فيه. لكن ذكر بعض أهل العلم عدة مفاسد لمبيت الإنسان وحده ، ومن ذلك :- لما يتولد له من الوحشة ، وخشية ضياع الصلاة ، والنوم عنها دون من يوقظه. - ولأنه قد يحتاج في الليل إلى غيرِه لطارق يطرقه من مرضٍ مفاجئ أو سارق.- إشفاقًا على الواحد من الشياطين ، فقد يُدخِل في قلوبهم الوساوس ، ويستحوذ عليهم الشيطان.
نسخ الرابط