**أولويات وخطوات مقترحة في الملف السياسي اليمني**على غرار الأولويات التي كتبتها في الجانب الاقتصادي طلب مني بعض الزملاء أن أكتب أيضا أولويات في الجانب السياسي ، مع إدراكي لحساسية هذا الجانب وعويص دروبه ومزالقه ، حاولت أن أعبر عن رؤية شاب يمني تقاذفته الأحداث الأخيرة إلى مربع المعاناة والبطالة ، رغم المسؤوليات المتعددة ، وتجاوز زهرة العمر في مكابدة ضروريات البقاء وأساسيات الحياة ، كغيره من مئات الآلاف من الشباب الذين دفنت أحلامهم في أتون الصراعات المفتعلة ، حيث منزلق الإقتتال والفرقة والتمييز العنصري والفئوي والطبقي في أعتى صوره ، حيث صار الشعب بأكمله وبجميع فئاته شمالاً وجنوباً ضحيةً من ضحايا النزوات والأطماع الداخلية والخارجية ، على الرغم من أن شعبنا العزيز قد تجاوزها من أمد ليس ببعيد ، في ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ، وأهدافهما النبيلة العظيمة الخالدة ، كعظمة وخلود الشعب اليمني العظيم ، وهي وجهة نظر شخصية لا تُعبّر عن أي طرف أو فصيل ، وإنما عن حرقةٍ وألمٍ وتطلُّعٍ نحو الخلاص ، في خارطةِ طريقٍ متواضعة تُعبّر عن كبيرِ أملٍ في سرعة إنجاز المصالحة الوطنية ، واستعادة الدولة الموحدة ، والديمقراطية ، والتحرر والإنعتاق مجدداً من الوصاية الأجنبية ، مع الترحيب بكل الجهود المخلصة للأشقاء والأصدقاء ، إذا كانت في الإتجاه الصحيح ، الذي يُعبّر عن المصالح المشتركة، والتكامل المنشود تحت كافة المرجعيات الوطنية والدولية ، الغير متعارضة مع مصلحة الشعب ، أو المتناقضة مع دستوره وقوانينه ، إذ أن صوت الشعب وحريته فوق كل اعتبار يمكن ذكره ، ولذات السبب أحببت أن أُعبّر عن رؤيتي الفردية وإن كان في أمر عظيم وشأنٍ جلل لا اعتبار فيه للآراء الأحادية أو الغير ناضجة في مختبر الوطن الكبير ، بكل تكويناته وتنوعه وتجاربه على اختلاف مراحلها التاريخية ، وهي رؤية تفتقد الخبرة ويعوزها النضج إلا أنها نابعة من مشاعر وأحاسيس صادقة ، محبة للخير والوحدة والتنمية والعدالة لجميع أبناء الوطن الموحد ، فقلت مستعيناً بالله تعالى أن هناك أولويات وخطوات مقترحة في الملف السياسي اليمني وهي على النحو الآتي : 1 ـ إعلان رفع الوصاية على اليمن ، وإخراجها من البند السابع ، وذلك برعاية أممية تحت مظلة الأمم المتحدة . 2 ـ إعلان وقف الحرب بصورة كاملة ، وجميع الأعمال العسكرية ، ووقف كافة أشكال التمترس والإعتقال وبصورة شاملة ونهائية.3 ـ إعلان العفو العام ، والمصالحة الشاملة من قبل الفرقاء السياسيين .4 ـ إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين على ذمة الأحداث وبشكل عاجل والكشف عن كافة المفقودين وبشفافية كاملة .5 ـ فتح جميع الطرقات بشكل عاجل كعلامة مبدأية على حسن النوايا وصدق التوجه نحو استعادة الجمهورية اليمنية الموحدة..6 ـ توقيع الإتفاق الشامل في دولة شقيقة برعاية أممية أيضاً وأقترح أن تكون الكويت مكان التوقيع تتميماً لما بدأت به في رعايتها للحوار في الفترة الماضية وثقة بهذه الدولة الصادقة وشعبها الوفي مع شعبنا في جميع مراحله المعاصرة . 7 ـ أن تُقدَّم ضمانات محلية من الأطراف المتنازعة تشمل جميع الأحزاب السياسية والاتجاهات المتباينة ، وكذا ضمانات دولية مناسبة لضمان تنفيذ المصالحة ـ وأقترح أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية ، وروسيا ، والصين ، والسعودية ، وإيران ـ هي الدول الضامنة . 8 ـ إلتزام الأطراف الإقليمية والدولية بمعالجة آثار الحرب وإعادة الإعمار في جميع الأقاليم ، وتعويض جميع المتضررين ، وسرعة سداد المرتبات المتأخرة لثلاثة أعوام على الأقل ، على أن يتم ضمان دعم العملة الموحدة وعدم الإنزلاق إلى مستنقع التضخم إثر الإجراءات المنفذة ... 9 ـ أن يتم توحيد الجيش اليمني والواحدات الأمنية وإعادة بنائهما وهيكلتهما مجدداً على أسس وطنية واضحة المعالم ، وعمل جدول زمني يتضمن المراحل و الآليات التنفيذية فور توقيع الإتفاق .10 ـ الإعلان عن تشكيل سلطة إنتقالية على مستوى الرئاسة تتشكل من جميع الأطراف وعلى مستوى الوزارة وتسمية أعضاءها بشكل توافقي على أن يتم إختيار الوزارات السيادية بالإضافة إلى التعليم والثقافة من كفاءات تكنوقراط وبقية الوزارات بشكل محاصصة عادلة بين جميع الفرقاء السياسيين
نسخ الرابط