قصة جميله وعبرة في نفس الوقت****يحكى أن رجلاً أتى إلى أحد المدن...وقد التف الناس من حوله ... وصار في المدينة هرج ومرج كثير ...وكل يوم والناس حول هذا الشخص بازدياد ...تقدم رجل من أهل الذكاء والعقل والفطنة...وسأل عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل الغريب ...فأخبروه ان هذا الرجل يحمل توكيلا من الله ...وهو يقوم الآن ببيع قطع من اراضي الجنة ...ويمنح بذلك سندات ومن مات ومعه هذا السند ...دخل الجنة وسكن الارض التي اشتراها هناك ...احتار الرجل في كيفية اقناع هذا الكم الهائل من الناس ...بعدم صدق هذا الرجل وان من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه ...إلا أنه وجد من يزجره ويمنعه من المحاولة في هذا الاتجاه ...لإن بساطة الناس وقلة وعيهم دفعتهم الى التصديق المطلق بهذا الدجال ...وفي النهاية اهتدى الرجل الذكي الى حل عبقري ...حيث تقدم الى الرجل الذي يبيع قطعا في الجنة فقال له كم سعر القطعة في الجنة ؟فاخبره ان القطعة بـ 100 دينارفقال له وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في ( جهنم ) بكم ؟ أتبيعها لي ؟؟فاستغرب الرجل ثم قال خذها بدون مقابلفقال الرجل الذكي كلا لا أريدها إلا بثمن أدفعه لك وتعطيني سندا بذلكفقال له سأعطيك ربع جهنم بـ 100 دينار سعر قطعة واحدة في الجنةفقال له الرجل الذكي : فأن اردت شراءها كلها فقال الدجال عليك ان تعطيني 400 ديناروفي الحال قام الرجل الذكي بدفع الـ 400 دينار إلى الدجالوطلب منه تحرير سنداً بذلك وأشهد عددا كبيراً من الناس على السندوبعد اكتمال السند قام الرجل الذكي بالصراخ بأعلى صوتهأيها الناس لقد اشتريت جهنم كلها ولن اسمح لاي شخص منكم بالدخول إليهالإنها صارت ملكي بموجب هذا السند أما انتم فلم يتبقى لكم إلا الجنةوليس لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعا أم لم تشترواعند ذاك تفرق الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول الى الناربسند الرجل الذكي ، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به...قصصت هذه الرواية على رجل كبير السن فقال لي:وهل تعجب من أمر هؤلاء الناس...فقلت: نعم ايوجد أناس بهذا المستوى من التفكير ؟فاجابني الرجل: نعم أغلبنا بمثل مستوى تفكيرهم رغم انهم أفضل نية منا:فقلت له: كيف أيها الرجل ؟؟فقال: من يتعاطى الخمر هل يجدها ملقاة على الطريق ام يذهب لشرائها بماله الخاص ؟فقلت: بل يشتريها بماله الخاصقال: ومن يقصد بيوت الهوى ، ومن يلعب القمار ، ومن يتناول المخدرات وغيرهاكلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري لأنفسنا بها قطعاً في جهنم ،،، أليس كذلك ؟بينما نترك الصلاة والقنوت والدعاء وغير ذلك الكثير ... إلخرغم توفره بدون أن ندفع من جيوبنا شيئاًولانقبل ان نشتري جنة الله حتى ولو بدون أن ندفع أو نخسر شيئافمن الاصلح هؤلاء ام هؤلاء ؟؟؟؟؟؟؟فأطرقت نظري الى الارض وأنا اسأل الله أن يجعلني ممن يسعون إلى نيل رضا الباري عز وجل بالافعال والاقوال وما رزقني من المال...
نسخ الرابط