صهيب العاروري[الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه في ظلال يوم الجمعه (1)]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)وبأن المقصود الأصلي من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إثابة الله إياه، وهي حاصلة بالبسملة بل بالكتاب بل بجميع ما يعمله كل مكلف، إذ النبي صلى الله عليه وسلم مثاب بجميع ما يفعله أمته إلى قيام الساعة من غير نقص ثوابهم لأنهم بهدايته اهتدوا وبإرشاده عملوا ولكن إلى إذا خطر (في المطبوعة فطر) ببال المكلف حين العبادة ذلك أثيبوا بأضعاف ثواب من عبد ربه غير خاطر بباله ذلك.فمعنى قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) أحضروا في كل عبادة وعرفان أنه صلى الله عليه وسلم كان واسطة في حصول هذه الفضيلة لكم قاصدين طلب ثوابه على ذلك فإن لم تقدروا على هذا فأجروا صيغة الصلاة وكرروا ذلك لعلكم ببركته تصيرون بحيث يحصل لكم الدرجة الأولى فالخطاب بالمعنى الأول للكاملين وبالثاني للناقصين.المحمدي في شرح الوجيزة في علم الوضع - الملا محمد صادق البالكي رحمه الله تعالى............................... هذا المعنى حسن وبه نخرج عن منصوص بعض العلماء كراهية أو حرمة التفات المكلف إثابة النبي صلى الله عليه وسلم بصلاتنا عليه، لأن في هذا الالتفات إساءة أدب لا تخفى في حق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، أما على ما قرره الملا البالكي رحمه الله تعالى فإن محصل الأمر أننا في كل عمل نعمله نستحضر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا العمل مما يجري على شرعه المطهر، وأنه مما يعرض عليه صلى الله عليه وسلم فيشهده ويرقبه بإذنه تعالى، وأننا نجدد الولاء والبيعة والمحبة والشكر والعرفان والامتنان لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دلنا وأرشدنا وهدانا ونصح لنا، وأننا عاجزون عن مكافأة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، وأننا نفوض الأمر إلى مولانا وربنا جل وعز أن يشكر له ذلك فإن جليل وكمال ما صنع سيدنا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام مما لا يملك أن يجازيه عليه إلا الله وحده لا شريك له. السلف رضوان الله تعالى عليهم بلغوا الدرجات العليا بتكثيف النيات، فيصير العمل الواحد وكأنه أعمال كثيرة، وهذا المعنى من مصاديق بركة الوقت التي امتازوا بها. وإذا استحضرنا نية إثابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل عمل نعمله، وعلمنا أنه صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا) ظهر كيف تتضاعف العبادة بهذه النية فقط.والله تعالى أعلم وأحكم.............................. ثم لإيراد الصلاة في فواتح الكتب العلمية وجه آخر، هو أن من السنن السنية والسنن المرضية إيراد دعاء للمعلم في صدر كل تعليم وتعلم، وصاحب الشريعة الإلهية أشرف المعلمينغياث الدين الدشتكي الشيرازياللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
نسخ الرابط