منذ سنة

اخناتون والفلسفة الأتونيّة:إنّ الفلسفة الدينيّة التي اعتنقها الملك المصرى "أمنحتپ الرابع" ("اخناتون") غامضة حيث لم يتمّ توضيحها بشكل معمّق في أيّ مكان. ولكن وجب اعادة بنائها إلى حدّ كبير من أيقونوجرافيّة نقوش المعابد واللّوحات التّي تصوّره ومعبوده ومن احدى النّصوص الديّنيّة-الفلسفيّة الطويلة من "تلّ العمارنة" ("أخت أتون": أفق أتون)، والّذي يعرف بـ"نشيد آتون" والذي وصل إلينا محفوظا في مقابر عديدة خاصّة.وعلى عدد لا يحصى من مشاهد القرابين المحفوظة في الكرنك وتلّ العمارنة، لا يظهر الملك "اخناتون" وجها لوجه مع معبوده، كما كانت تملي ممارسات القرابين التقليديّة، بل ظهر وهو يرفع القرابين إلى "آتون" المتمثّل في قرص الشمس البارز في السماء، ويغمره "آتون" بأشعّته التي نراها أحيانا تنتهي بأيادي تحمل علامة الحياة "عنخ" وأحيانا أخرى بدونها.وعلى الرّغم من أنّ "آتون" صُوّرَ في "المظهر المادي" للشمس إلاّ أنّ اسمه يوضع مع ذلك في خراطيش، وهو تمييز نموذدي للملكيّة وليس الألوهيّة. وقيل أنّه "ذلك الذي في يوبيله" (اليوبيل أو فى المصرية القديمة "حب سد" هو العيد الثلاثيني الذي كان يحتفل به كل ملك من أجل ترسيخ سدّة حكمه واعلان سلطته واستمراريتها)، وهو احتفال مخصّصة في العادة للملوك.الحوارات المتبادلة بين الملك والرّب والتي تظهر بانتظام في مشاهد المعابد التقليديّة وتثبت البركات التي ينطق بها الأرباب لا تنطبق مع حالة معبود اخناتون الذي لا يوجد له فم باعتباره تجسيد لقرص الشمس. وبالتالي فإنّ نصوص المعابد الأتونيّة محصورة بالكامل تقريبا في أسماء وألقاب المعبود وتلك الخاصّة بـ"اخناتون" وعائلته، والتي غالبا ما يتمّ اظهارها في لوحات القرابين المتأتيّة من منازل خاصّة.و"نشيد آتون" نفسه إلى حدّ كبير وصف قوي للتأثيرات الطبيعيّة. فيصف القرص الشمسي بأنّه المحرّك الرئيسيّ للحياة، حيث يجدد بزوغه اليومي جميع الكائنات الحيّة على الأرض وبغروبه تنام تلك الكائنات.وبينما قيل أنّ "آتون" قد خلق العالم للبشر، إلّا أنّ الهدف الأسمى للخلق هو الملك نفسه، الذي أكّد على صلته الوثيقة والمتميّزة بالمعبود. والوحي الإلهي والمعرفة محجوزة لـ"اخناتون" وحده، والترنيمة محايدة فيما يتعلّق بتفسير الأسرار الإلهيّة. وهي تحتوي على مقاطع معيّنة يشترك فيها تقليد أدبي أوسع لا يقتصر على "اخناتون" فقط؛ فالكثير من الترانيم تتشابه والمزمور ١٠٤ في العهد القديم.في مرحلة ما بعد العام الخامس من حكمه، بدأ "اخناتون" برنامجا لمحو اسم وصورة معبود طيبة، "آمون"، من على كل الآثار، وهو قرار تسبّب في دمار واسع النطاق في العديد من المعابد المصريّة القديمة. وسبب هذه الخطوة الجذريّة غير معروف. وقد طال هذا الهجوم في مرحلة ما أيضا الأرباب الآخرين، بما في ذلك زوجة "آمون"، الربّة "موت" وأرباب الجمع. وعلى الرغم من أنّ البعض قد اعتبر هذا الملك أوّل موحّد في العالم، إلاّ أنه من الأفضل لنا وصف "دين آتون" بأنّه "دين أحادي" وليس "دين توحيدي".في الحقيقة، دُمجَ ربّ "اخناتون" باستمرار ضمن جواهر متعدّدة في الشمس الإلهيّة التقليديّة، مثل "رع-حُر-أختي" (الشمس البازغة)، "شو" (الجو وضوء الشمس) و"ماعت" (ابنة "رع") رمز العدالة والنظام الكوني.لا يزال غير مؤكّد لنا ما إذا كانت معتقداته قد ترسّخت في الخيال العام، أو بين سكّان "آخت آتون" (تل العمارنة) أنفسهم. وقد أسفرت الحفريات في المنازل الخاصّة، وكذلك في قرية العمّال، عن العديد من تماثيل الأرباب المنزليّة، كما عُثر على لوحات للأرباب التقليديين، مثل "است" ("ايزيس") و"تا ورت" و"بس" بداخل مصلّيات خاصّة. من المؤكد أنه لا يوجد دليل على أن دين إخناتون الفقهي قد نجا بعد موته. فحتى ابنه "توت عنخ آتون" بعد اعتلاءه العرش قام بالقضاء على فلسفة والده الدينيّة وأعاد لمصر سالف مجد الفلسفة الدينية الأمونيّة ولم يقتضي فقط الأمر منه اعادة الاسترجاع فقد غيّر اسمه الشخصي حتى في صيغة "توت عنخ آمون" معلنا بذلك عودة الديانة التقليديّة وطيّ صفحة من صفحات تاريخ مصر العظيمة وبداية عصر ذهبي جديد.• نص ترنيمة آتون العظمى:"تظهر في أفق السماء أيّها الشمس الحيّة، الذي يقدر الحياة،تشرق في الأفق الشرقي في الصباح وتملأ كل البلاد بجمالك، #تاريخ_مجتمعنا #ثقافات_عربية

منذ سنة

#العنف_ضد_الأطفال من الامور التي تهدر مجتمعاتنا العربية ، لذلك لابد من حلول جيده لهذا الامر

منذ 4 سنوات
منذ 4 سنوات
منذ 4 سنوات
Bazz Logo Download

مستخدمي باز الأوفياء، نودعكم بتاريخ 30 حزيران 2024

رسالتكم الأخيرة من إدارة باز والمزيد من المعلومات

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح